اهتز، ليلة أول أمس، ميناء الجزائر على وقع فاجعة أليمة، إثر وفاة حراف ويتعلق الأمر بالمسمى قلقولي لمين، 17 سنة، داخل الباخرة الفرنسية "سانت إليزابيت" في ظروف غامضة، ساعات قبل إبحارها باتجاه مارسيليا، وتبقى الأسباب مجهولة إلى حين ظهور نتائج التحقيق، وإن كانت العائلة تتمسك بأن ابنها تعرض لاعتداء من طرف أحد بحارة الباخرة حسب ما أدلى به شقيقه ل "الفجر" في لقاء به أمس. تعود وقائع الحادث الأليم، حسب المعلومات المتوفرة لدى "الفجر"، إلى ليلة أول أمس في حدود الثانية صباحا، حين تسلل 3 شبان أكبرهم لا يتجاوز 18 سنة الى ميناء الجزائر بطريقة لم يتم تحديدها، رغم الاجراءات الأمنية المفروضة على الميناء، خاصة عقب الأعمال الارهابية الأخيرة، وبعدها دخلوا الباخرة الفرنسية "سانت إليزابيت"، وبعد الإجراءات التفتيشية التي تسبق إقلاع الباخرة اختفى الثلاثة في ورشة ميكانيك الباخرة، وفي هذه الأثناء لمحهم بحار من طاقم الباخرة، فأسدل عليهم مغلق أحد الورشات مصيبا الضحية في رأسه وأصابع يده اليمنى، وهي التصريحات الأولية التي أدلى بها مرافقا لمين لعناصر الأمن، وفقا للمعلومات التي أفادنا بها شقيق الضحية، يضيف، وتأكد ذلك من خلال الرضوض التي وجدها الأب على جثة ابنه، حين رافق عناصر الأمن للتعرف على جثته. من جهة أخرى، تم وضع الشابين الآخرين اللذين كانا رفقة المتوفى رهن الحبس الاحتياطي في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق، حسب ذات المصدر. ومن المنتظر أن تشيع جنازة الفقيد اليوم بعد أن تعذر على العائلة إجراءها أمس بسبب تأخر تسليم جثته الموجودة في مصلحة مستشفى "باشا الجامعي". وحسب نفس التصريحات، فإن العائلة كانت تجهل تفاصيل المغامرة التي كان يخطط لها الإبن لمين، خاصة وأنه اعتاد أن يقضي ساعات متأخرة من الليل خارج البيت، لانشغاله بالنشاط الذي كان يمتهنه بعد أن غادر مقاعد الدراسة والمتمثل في طاولة سجائر، وقد أدركت العائلة الفاجعة حين جاء رجال الأمن يطلبون وليه في الساعات الأولى من نهار أمس. من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية بمحيط ميناء العاصمة، أن الشك الذي يراود المحققين هو كيف تمكن هؤلاء المراهقون من التسلل والدخول الى بهو الميناء ليلا، وإن كان أكثر الشك بإيعاز من أحد البحارة العاملين بالمؤسسة الوطنية للنقل البحري. وجدير بالذكر أن العديد من الحوادث من هذا النوع سجلت بموانئ الجزائر، حيث يلقى الحرافون الشباب حتفهم أغلبها بسبب شجارات، وهناك من يذهب الى وجود حالات تم رميهم في عرض البحر من طرف البحارة الأجانب.