أضيفت في السنوات الأخيرة وبطريقة غير بريئة مفردات إسلامية مثل: فتنة، تقية، جهاد، خلافة، شريعة، إلى القاموس الهولندي بهدف نشر ما يُسمّى الإسلاموفوبيا بين المواطنين الهولنديين. وقال سياسيون وأكاديميون وصحفيون، في حديث للجزيرة نت، إنّ أسلوب إسقاط الكلمات الإسلامية الّذي يعتمده اليمين المتطرف الهولندي بزعامة غيرت فيلدرز، إضافة إلى بعض الكُتّاب المغرضين، قد ساهم في نشر الخوف والكراهية للإسلام والمسلمين. ويأتي هذا الجدل بعد نشر مارتين بوسما، عضو حزب الحرية المناهض للإسلام، الأسبوع الماضي، كتابه المعنون ''النخبة المتألقة في ترويج العملات الزائفة'' والّذي ينتقد فيه سياسة اليسار الهولندي، وأورد فيه كلمات عربية مكتوبة بأحرف لاتينية قال مراقبون إنها تثير الخوف. واستهجن مدير جامعة أوروبا الإسلامية بهولندا، الدكتور نديم بهجت كابيلي، ما وصفها بالسياسة المغرضة لليمين بزعامة فيلدرز في التّعامل مع الألفاظ الدينية، وقال إنّه أسلوب ناشري الخوف، مشيرًا إلى إدخال العديد من المصطلحات الدينية والعربية لطلاب الجامعات كإثراء وإضافة للغة الهولندية. ومن جهته، يرى أستاذ كرسي الإسلام بجامعة ليدن، موريتس بيرغر، أنّ حزب الحرية لصاحبه فيلدرز أضاف كلمات جديدة لمفردات اللغة الهولندية مثل''التقية'' بهدف دفع المسلم للكذب. وأبدَى امتعاضه من الإسقاطات الّتي يتعمّدها فيلدرز وجماعته قائلاً ''كيف يجرؤ فيلدرز على نشر مصطلحات إسلامية لا يعرف دلالاتها.. التقية مصطلح من العصور الوسطى لا المكان ولا الزمان محله''. واتّهمت البرلمانية نبهات البيرق من حزب العمل المعارض فيلدرز بالعمل على أسلمة هولندا قائلة ''فيلدرز يجتهد لأسلمة الشباب عن طريق ما ينشره من ألفاظ ومصطلحات لا يعرفها حتّى المسلمون أنفسهم''. وأضافت نبهات ذات الأصول التركية أّنها لم تسمع في حياتها بكلمة ''التقية'' الّتي يتحدث عنها فيلدرز. كما ألقت زعيمة حزب الخضر، فيمكا هاسما، باللائمة على فيلدرز بسبب ما سمّتها سياسته التّحريضية ضدّ المسلمين، واتّهمته بزرع السم في المجتمع من خلال استعماله كلمة ''التقية''. من جهتها قالت الصحفية ومقدمة البرامج بالإذاعة الهولندية، نويرة يوسكين، أنّ عدّة كلمات عربية تمّ تشويهها من قبل جهات مغرضة أو جهات غير واعية حتّى أصبح المسلم نفسه يستحي التّلفّظ بها للدلالات المشبوهة الّتي لازمتها. وأضافت ''لا أظن أنّ مسلمًا الآن يستطيع أن يلفظ بكلّ فخر كلمات مثل جهاد ودمي وشريعة بعد الإسقاطات الّتي حصلت عليها''. تجدر الإشارة إلى أنّ دراسات عديدة تحدثت عن إثراء اللغة الهولندية بمفردات عربية جلبها التجار أثناء رحلاتهم إلى الدول العربية والإسلامية، وكذلك خلال استعمار هولندا لإندونيسيا منذ حوالي أربعمائة سنة.