شهد مطار السانيا بوهران، أمس، فوضى عارمة وسط جموع الحجاج داخل قاعة الانتظار بسبب تأخر الرحلات الجوية المبرمجة مساء أول أمس وظهر أمس على الساعة 14 و30 دقيقة، نتيجة خلل فني في طائرة سعودية. وفيما ذكره بعض الحجاج الرابضين بمطار السانيا أكثر من 20 ساعة، فإن زوار بيت الله عاشوا، نهار أمس، جوا من الاضطرابات النفسية الناجمة عن طول الانتظار الذي لم يعرفوا نهايته. ما دفعهم إلى إحداث نوع من الفوضى للفت انتباه المسؤولين إلى ما يعانون منه، والإسراع في حل مشكل نقلهم إلى مطار جدة. علما أن الدفعة التي كانت مبرمجة في رحلة مساء أول أمس، وتأخرت طائرتها، لحقت بها الدفعة الثانية التي من المفروض أن تنطلق رحلتها على الساعة الثانية والنصف بعد زوال أمس. وحسب المتحدثين، فإن المقرر نقلهم إلى مطار جدة عبر الطائرة السعودية مساء أول أمس على الساعة الثامنة والنصف، سبق أن أقلتهم الطائرة في نفس اليوم وذلك في حدود منتصف الليل. وفي الوقت الذي انتظروا فيه إقلاع طائرتهم الجوية جاءهم مسؤولو الرحلة زهاء الساعة الثانية صباحا وطلبوا منهم النزول من الطائرة التي تبين أن بها خللا فنيا. ومن منتصف ليلة أول أمس إلى غاية عصر أمس، وقت كتابة المقال، وهم في قاعة الانتظار يترقبون حضور قطعة الغيار التي لا تقلع الطائرة من دونها. وإلى ذلك الوقت، لم يأتهم أي خبر يثلج صدورهم ويبعد عنهم الضغط خاصة بالنسبة للمسنين. وما زاد الطين بلة، هو التحاق الفريق الثاني من الحجاج الذين برمجت رحلتهم ظهر أمس، والذين كانوا في نفس الوضعية بسبب تأخر طائرتهم. وأمام هذه الفوضى عبّر كثير من المتأهبين لزيارة بيت الله عن تذمرهم من منظمي الرحلات الجوية بين مطاري السانيا وجدة. متسائلين عن كيفية تصرف الحجاج القادمين من المناطق الصحراوية الغربية لمطار وهران، والذين لا يجدون من يقدم لهم يد المساعدة، في ظل التأخر الذي يتطلب توفير أغذية ساخنة وأغطية للمعتكفين عنوة داخل المطار.