دخل أقدم سجين في فرنسا ويدعى عبد الحميد حكار، وهو جزائري، في إضراب عن الطعام احتجاجا على رفض السلطات القضائية الفرنسية طلبات الإفراج المشروط التي تقدم بها بعد مكوثه بالسجن لأكثر من 26 سنة بتهمة قتل شرطي فرنسي قال إنه بريء منها. وتقدمت محاميته بشكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بتهمة ''التجاوزات القضائية'' في حقه واستمرار اعتقاله التعسفي. أفاد محامي السجين الجزائري البالغ من العمر 46 سنة، أنه فقد11 كلغ من وزنه بسبب شروعه في إضراب عن الطعام منذ 19 يوما، ردا على عدم استجابة السلطات القضائية الفرنسية لطلبات ''الإفراج المشروط'' التي تقدم بها بعد قضائه 26 سنة في السجن، وأيضا لكون هذه الطلبات تتعرض ''للرفض بصفة آلية'' وكان آخرها تلك المقدمة في شهر نوفمبر الجاري. وطلب السجين عبد الحميد حكار من جهاز العدالة تصحيح ''الخطأ'' وتمكينه من حقه في الإفراج المشروط بعد قضاء 26 سنة في السجن. ورغم أنه في مثل هذه الحالات يحق للسجين الاستفادة من الإفراج المشروط، إلا أنه رفض في وضعية عبد الحميد حكار بحجة أنه لا يملك الجنسية الفرنسية ولا وثائق إقامة بفرنسا ''مثلما تشير محاميته السيدة ماري أليكس كانو برنار التي ذكرت أن بطاقة تعريفه موجودة على مستوى مديرية الأمن وفي قرار التوقيف قيل إنه من جنسية فرنسية''. وأوضحت المحامية الفرنسية أنها '' كانت تنتظر من الجهات القضائية عندما تخطأ أن تقوم بإصلاح خطئها وليس التمادي فيه''. وضمن هذا السياق رفعت محامية عبد الحميد حكار عدة شكاوى من أجل معالجة هذه الأخطاء القضائية لكنها لم ''تتلق أي رد عنها''، ما دفعها إلى اتهام وزارة العدل الفرنسية بارتكاب ''خطأ كبير''، كما قامت برفع شكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من أجل النظر في أحقية حكار في الاستفادة من الإفراج المشروط. وتأتي عودة السجين الجزائري إلى الإضراب عن الطعام بالسجن المركزي دانسيسهايم شرق فرنسا، بعد رفض طلبه للإفراج المشروط المقدم في شهر نوفمبر .2010 وسبق لأقدم سجين في السجون الفرنسية أن قام بإضراب عن الطعام في شهر جويلية الفارط بسبب ''التحرش القضائي'' الذي يتعرض له. للإشارة حكم على عبد الحميد حكار ثلاث مرات بالمؤبد في جريمة قتل شرطي سنة 84 بمنطقة أوكسير وسط فرنسا، وهي الجريمة التي قال إنه ''بريء منها''، كما تعرض خلال مدة محكوميته إلى التحويل 45 مرة من سجن لآخر وأمضى 12 سنة في الزنزانة الانفرادية، كما صدرت في حقه أحكام أخرى لمحاولات فرار فاشلة من السجن. وحسب محاميته كان من المفروض أن يغادر عبد الحميد حكار السجن في سبتمبر 2009، لكن في 2007 تم تمديدها إلى جوان 2012 بقرار وصفته بأنه ''غير مفهوم''. وقام أقدم سجين جزائري بفرنسا بالتوقيع على وثيقة في جانفي 2006 بمعية 9مساجين آخرين طالبوا فيها بتنفيذ الإعدام عوض السجن المؤبد.