عبد الحميد حكار عاد الغموض ليكتنف قضية المسجون الجزائري عبد الحميد حكار الذي يقبع منذ 24 سنة بأحد السجون الفرنسية بتهمة براء منها، بعد اكتشاف القاتل الحقيقي للشرطي الفرنسي، حيث كان من المزمع ان تفتح أوراق القضية أمام مقر المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان بداية من اكتوبر الجاري. * * السجين الجزائري يفكر في الانتحار والمحامي جاك فرجاس يتولى الدفاع عنه * * الا ان وزارة العدل الفرنسية لم تحدد تاريخ النظر في القضية التي وصفها محامي الضحية الجزائري "بالغريبة" كونها منافية لضمانات المحاكمة العادلة، والذي كشف "للشروق" أن الوزير الأسبق للثقافة بفرنسا راسل منذ اسبوع الرئيس بوتفليقة لانتشال السجين مما وصفه بالحملة التكالبية التي شنها القضاء الفرنسي ضده. * * وزير الثقافة الفرنسي الأسبق يناشد الرئيس بوتلفليقة لإطلاق سراح حكار * * كشف الأستاذ دغبوش نعمان، محامي السجين الجزائري عبد الحميد حكار، لدى زيارته "للشروق"، ان قضية موكله الذي أسقطت إدانته بعد ان اكتشف القاتل الحقيقي للشرطي الفرنسي اليهودي والذي اعترف بجرمه وحجز وبحوزته المسدس أداة الجريمة مع توفر جميع قرائن اثبات التهمة عليه، هي قضية ليست بالسياسية ولا بالقانونية ولكنها -حسبه- قضية غريبة لا يفهم من حيثياتها سوى انها تمييز عنصري واضطهاد من السلطات الفرنسية لمسجون بريء، ذنبه الوحيد هو انه جزائري مسلم، ولأن القضية لم تطوى بعد مادام حكار يقبع بالسجن -يقول المحامي- فإن تأييدا منقطع النظير لقضية المسجون الجزائري من قبل افراد هامين من المجتمع المدني الفرنسي والهيآت الاوروبية لايزال متواصلا، سيما تأييد وزير الثقافة الفرنسية السابق "جاك لونغ" الذي يتردد على حكار في غياهب سجنه بانتظام، حتى أن "لونغ" يقول المحامي ارسل منذ اسبوع بخطاب الى الرئيس بوتفليقة، اكد فيه ان القضاء الفرنسي تكالب على حكار، مناشدا اياه التدخل والتنسيق من اجل الإفراج عن المسجون، كما ان عدد التوقيعات المؤيدة لقضية حكار حسب المحامي، في تزايد مستمر، ذلك فإن نقابة المحامين وكذا النقابة الوطنية للقضاة الفرنسيين وبرلمانيين فرنسيين وطلبة وعائلات من الجالية الجزائرية وأئمة يطالبون بالإفراج عن المسجون الجزائري. * * حكار بعد يأسه يفكر في الانتحار ويطالب بالإعدام بدل البقاء في السجن * * وكشف المحامي ان موكله أطلعه في آخر اتصال معه بأنه يفكر جديا في الانتحار بعد أن طالت مدة بقائه بالسجن دون الإفراج عنه رغم براءته من التهمة المنسوبة اليه، وبأن تنفيذ حكم الإعدام بحقه أهون عنده من البقاء في حبسه الانفرادي منذ 24 سنة، شاكيا له الممارسات العنصرية التي يلاقيها بسجنه من قبل الشرطة الفرنسية، كما اطلعنا المحامي ان حكار ناقم جدا على وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي التي لم تتخذ أي قرار لتحريره من الحبس التعسفي، وهو ما "دفعني الى رفع شكوى ضدها الى أعلى المستويات " -يقول المحامي-. * وأطلعنا الاستاذ دغبوش ان المحامي الشهير جاك فرجاس المعروف بتعاطفه مع القضايا الانسانية الجزائرية، تجند للدفاع عن السجين حكار.