اكد، امس، الخبراء والمختصون ان الجزائر ستشارك في اجتماع كوبنهاغن الذي سيعكف على تحري الحلول لمكافحة خطر الاحتباس الحراري وتأثيره على المجال التنموي بثقة كبيرة، بفضل تجندها لمواجهة تحدي التغيرات المناخية عن طريق تشخيص الضغط وتقدير الموارد المادية والبشرية، رغم انها مازالت متأخرة بشكل محسوس في استعمال الطاقات المتجددة حيث من المرتقب ان لا يتجاوز استعمال الطاقة الشمسية نسبة 5٪ في آفاق عام .2015 انكب، المختصون واعضاء مجلس الامة، في يوم دراسي حول »التغيرات المناخية وآليات التنمية التي نظمتها الغرفة البرلمانية الاولى، على تشريح مخاطر التغيرات المناخية وآثارها على التنمية مع تشخيص رواسب الاحتباس الحراري وتحديد وضع الجزائر بصورة خاصة، وتوقع محمد مباركي عضو مجلس الامة ان يتطرق المشاركون في اجتماع كوبنهاغن الى الحلول الناجعة لمشاكل الاحتباس الحراري، الى جانب القيام بصياغة واعداد الاطار القانوني الذي سيخلف اتفاقية كيوتو السارية والتي من المرتقب ان تنتهي صلاحياتها في آفاق عام .2012 واعتبر مباركي ان مواجهة التغيرات المناخية يعد تحديا عالميا حقيقيا، يطرح اشكالية جوهرية تتمثل في مدى استعداد حكومات البلدان المتطورة للتضحية بالقليل من التنمية الاقتصادية لبلدانها لفائدة البيئة العالمية. واقترح، ذات المتحدث، تطوير الطاقات المتجددة بهدف ضمان الامن الطاقوي للبلاد على اعتبار ان الثروة البترولية في طريقها الى الزوال. ويقر العضو مباركي بضرورة التعجيل بتنظيم انتاج المياه لفائدة السكان بسبب آثار التغيرات المناخية المتوقعة على التصحر والموارد المائية بصورة سلبية. وشدد. العضو مباركي، على توفير الحماية للاشخاص والممتلكات عن طريق الحذر من الظواهر القصوى كالفيضانات وموجات الحرارة وحرائق الغابات، مستعرضا ايجاد نمط جديد في التعامل مع الكوارث. وحذر، مباركي مرة اخرى، من آثار التغيرات المناخية على اعتبار ان درجة الحرارة سترتفع ب 4 درجات خلال القرن المقبل، وهذا من شأنه ان يوسع من رقعة انتشار الفيضانات وتصحر التربة التي ستهدد، بدورها، الامن الغذائي في العديد من الدول. وخلص الى القول في هذا المقام ان حماية الارض والتربة تعد تحديا لكونه يوفر ما يناهز 90٪ من غذاء البشرية، خاصة وان المختصون يتوقعون ان تعرف افريقيا انخفاضا في انتاج المياه قد يصل إلى 50٪، بالاضافة الى استفحال المجاعة في اغلب البلدان الفقيرة. ولم يخف، مباركي، ضرورة ان يسفر اجتماع كوبنهاغن على تحديد سياسة عالمية للبيئة تكون قادرة على توقيف عدة كوارث. واغتنم الفرصة ليشيد بالخطوات التي قطعتها الجزائر بعد تبنيها سياسة فعلية في مجال حماية البيئة حيث تحرص على تطوير تجربة ناجحة في مجال تخزين ثاني اكسيد الكربون. ووصل، مباركي، الى حتمية ان العالم يجب ان يستمر في التطور بالاعتماد على عنصرين جوهريين، في اشارة منه الى الطاقة والماء عن طريق ادماج الطرق الجديدة للتنمية في المتطلبات الجديدة لحماية البيئة، والجزائر، حسبه مطالبة بتنويع موارد ومصادر طاقاتها. اما الاستاذ بودغن سطمبولي امين، من جامعة العلوم والتكنولوجيا بوهران، فيرى ان الجزائر ستشارك في اجتماع كوبنهاغن بكل ثقة بفضل الاستعدادات لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية وخطورة الاحتباس الحراري. واكد في سياق متصل ان الجزائر لديها امكانيات ضخمة في الطاقات المتجددة، وتحدث عن وجود عملية جرد لكل ما يشمل الطاقات المتجددة من طرف الوكالة الالمانية للفضاء على غرار الحرارة الشمسية والرياح والكتلة الحيوية والطاقات الحفرية التي يتصدرها البترول والتي يمكن عن طريقها انتاج طاقات اخرى. واقترح، خوض حملة واسعة من التحسيس بهدف توفير اكبر قدر من الطاقات المتجددة. وكشف، ذات الاستاذ، عن الاستعمال الضئيل للجزائر للطاقة الشمسية التي قال انها لن تتجاوز نسبة 5٪ في آفاق عام 2015 ونحو 10٪ في آفاق عام ,2020 مشترطا انتاج واستعمال اكبر قدر من الطاقة المتجددة لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية. من جهته، عبد الرزاق بوحارة، دعا الى ضرورة تحديد استراتيجية ووضع الآليات وايجاد البدائل لمعالجة مخلفات التغيرات المناخية، واقترح الاحتكام الى الخبراء والمختصين بعد تجنيد الدعم الجهوي والاقليمي والدولي للوصول الى شراكة كونية. وخلص الى القول انه من المنتظر من هذا اليوم الدراسي تشخيص الواقع ورسم معالم المستقبل بعيدا عن المخاطر. في حين حاول، بوزيد لزهاري عضو مجلس الامة، تشريح الوضع الراهن، وذكر انه حان الوقت كي يتم خلق انواع جديدة من الصناعة والشغل والسلع والخدمات تكون غير مضرة بالمحيط حيث تمحورت مداخلته حول التغيرات المناخية وحقوق الانسان واستعرض نتائج احدى التقارير التي صدرت مؤخرا والتي توقعت انه في حالة عدم اتخاذ اجراءات حقيقية وفعلية لمواجهة الاحتباس الحراري، فانه في افاق عام 2050 ستتعرض اكثر من 46 دولة للنزاعات والحروب في افريقيا وآسيا وامريكا الجنوبية.