يرجع بعض مدراء الإنتاج الفني سبب تراجع عطاء المغنين، إلى عزوف المنتجين عن التكفل بمشاريع ألبومات جديدة نظرا لاستفحال ظاهرة القرصنة. مضيفين أن المغنين يلجأون إلى ''حيلة'' تسجيل سهراتهم عن طريق ال''دي جي'' وتوزيعها، غير مبالين بضرورة تدعيم سوق الأغنية بالشكل اللازم. قال سعيد بوشلوش مدير ''أش.دي.سيستام'' في تصريح ل''الخبر: ''سوق الغناء في الجزائر هبط مستواه، وعجز محترفوه عن مواجهة القرصنة، لهذا يتجنبون التكفل بعملية إنتاج ألبوم غنائي كما في السابق''. يحدث هذا في وقت تحولت شركات الإنتاج إلى استوديوهات تؤجر عتادها لتسجيل أغنية أو مجموعة من الأغاني دون أن تضمن التكفل بالعمل كاملا من حيث التعديل الصوتي أو التوزيع. وقال بوشلوش: ''كان المنتج يبحث عن الصوت الجيد، فيضمن له الملحن وكاتب الكلمات والموزع الموسيقي ويتكفل بطبع الملصقات''. مضيفا: ''لا يعني أن المنتج اليوم لا يملك المال لكنه أصيب بالسأم من رؤية جهده يذهب هباء أمام إصرار قراصنة الفن.. اليوم أصبح الجميع يتقاسم الأغنية على الفيس بوك والمدونات..لم يعد للألبوم وقعه الأول''. وقوع سوق الغناء الجزائري في معضلة القرصنة، لم يثن المغنين المعروفين في الساحة الفنية من إنتاج أعمال يقترحونها على الجمهور، إلا أنها أغان لم تحقق نجاحا فنيا باهرا وسريع الزوال، مرد ذلك حسب بوشلوش أنه: ''لم يعد المغني يهتم لنجاح أغنيته. معظمهم عمد إلى حيلة تسجيل الحفلات أو السهرات مباشرة عن طريق ''الدي. جي'' دون الاستعانة بالمنتج.. وفيها يسمح لنفسه بتمرير ألفاظ سوقية''. يؤكد مدير دار إنتاج أخرى، أن شركته تحاول تسليط الضوء على أصوات جديدة بعيدا عن المستهلك. وقال: ''مازلنا نتعامل بالطريقة القديمة مع الأصوات الجميلة، نحن نوفر كتّاب كلمات وملحنين مثل شيخ رضا واحمد العقون وبلقاسم زيطوط''..