لا يمكنني أن أضحي بمسار خمسين عاما من الإبداع بالانحدار إلى مستوى تجار الكاسيت نسمة من نسمات زمن كان فيه اللحن عنوانا لثقافة الأمة.. درة أصيلة لا يزال وهجها و بعد خمسة عقود من العطاء الفني نبراسا يضيء درب الفنانين الشباب و هي التي لا تزال مستعدة للعطاء دون مقابل فقط من اجل الارتقاء بمستوى الفن في الجزائر.الفنانة سلوى استضافتنا في بيتها بدالي إبراهيم بالجزائر العاصمة حيث تكشف لنا عن امور عديدة ،سيما عن وضعها الصحي و الاجتماعي و عن رأيها بصراحة في الوضع الفني الراهن ،وكذا عن جديدها الغنائي تحدثنا صاحبة '' نهواك يا الغالي'' في هذا الحوار. نزورك اليوم و أنت في فترة نقاهة بعد الجراحة الدقيقة التي اجريت لكي على مستوى القلب. كيف حال فنانتنا سلوى ؟ و لله الحمد في صحة جيدة بعد العناية التي أحطت بها طيلة فترة علاجي بالخارج بتوصية من رئيس الجمهورية عبد العزيز، حيث أخذت الدولة الجزائرية على عاتقها تكلفة علاجي و الإشراف على العملية الجراحية التي اجريت لي على مستوى القلب بواحدة من اكبر المستشفيات بفرنسا و اليوم أنا هنا في الجزائر الأرض التي أحبها بين أحبابي امضي فترة نقاهتي في ظروف صحية مستقرة و الحمد لله .واشكر الرئيس بوتفليقة جزيل الشكر على عنايته وتكفله بي. أنت من بين الفنانين القلائل الذي حضوا بعناية الدولة في تكفلها بعلاجك في الخارج في الوقت الذي حرم الكثير من الفنانين من هذا العطاء . ماذا تقول سلوى في هذا الخصوص ؟ فعلا هناك العديد من الفنانين الذين يتواجدون في ظروف صحية مزرية آخرهم صديقتي نادية التي توفيت بعد أن عانت الكثير بسبب تدهور حالتها الصحية ، حيث عانت التهميش والإهمال . و لكن أعود و أقول لكل ظروفه الخاصة . نعود إلى قانون الفنان المشروع الحلم الذي ينتظره الفنان الجزائري بأمل كبير منذ فترة طويلة .ما تعليقك؟ الوضع الفني في بلادنا تأزم أكثر فأكثر و الأمور الفنية لا تزال تتعقد يوما بعد يوم وفي الحقيقة لا أمل من هذا القانون الكثير وأصبح الحديث عنه دون فائدة بما انه لم ولن يتجسد على ارض الواقع . ابتعدت عن الفن لأكثر من عقد من الزمن إلا أن عودتك منذ حوالي 5سنوات لم تثمر بالكثير من الألبومات كما عودتي جمهورك .ياترى ما سبب ذلك؟ عودتي لم تكن بقرار مسبق مني بل كانت بناء على طلب الجمهور الجزائري وإلحاحه علي بالعودة حيث صادف أن كنت في إحدى حفلات الفنان الصديق ''محمد العماري'' الذي قام بدعوتي إلى الخشبة خلال الحفل و طالب مني العودة أمام الجمهور و فعلا تلقيت خلال ذات السهرة دعوة المدير السابق لمؤسسة فنون و ثقافة لإحياء حفل فني بيوم 8 مارس 2005 حيث قدمت حفلا اعتبره بكل فخر حفل تاريخي بالنسبة لمساري الفني الذي يزيد عمره عن الخمسين عاما حيث سجل الحفل نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري وعلى مستوى وقوفي على المسرح .قدمت كل الطبوع الموسيقية التي أديتها خلال مشواري الفني من الحوزي إلى العروبي إلى العاصمي ..ومن تم كانت العودة . أما عن تأخري عن تقديم الجديد فليعلم جمهوري بأن لدي مشاريع جديدة حيث احظر لاغاني من تأليفي وتلحيني من بينها أغنية '' الحب رأي '' وهي في طابع الرأي وأغاني أخرى لا أريد الإفصاح عنها لأنني أخاف أن تسرق مني وانتم اعلم بما يحدث حاليا في الوسط الفني. كما لدي مشروع تسجيل عدد من الأغاني مع السمفونية الوطنية في طابع النايلي إلى جانب عدد من الموشحات. إلا اني و بكل صراحة أقف عاجزة كما حال الكثير من الفنانين الجزائريين أمام الوضع الذي أل إليه الإنتاج الموسيقي الجزائري من طريقة التوزيع التي لا يمكن أن اقبل بها إلى أمور كثيرة أخرى ارفضها و ارفض العودة من خلالها إلى جمهوري لأنه لا يمكنني أن أضحي بمسار خمسين عاما من الإبداع بالانحدار إلى مستوى تجار الكاسيت. تنتقدين في كل مناسبة مستوى المنتجين الجزائريين و ترفضين التعامل معهم. ماهي المقاييس التي تشترطها الفنانة سلوى في المنتج الذي تتعامل معه ؟ ؟لا أبالغ إن قلت بان موضوع البحث عن المنتج المناسب هو أكثر ما يشغلني مؤخرا خاصة و أنا احتكم بين يدي اليوم عدد من المشاريع الغنائية التي لا تقل أهمية و لا مستوى عما قدمته سابقا إلا أنني و للأسف وجدت الساحة خالية على عروشها من منتجين محترفين .كل ما هو موجود اليوم أشخاص دخلاء لا يمتون بعالم الإنتاج بصلة خاصة ما يتعلق بموضوع التوزيع الذي أصبح مهنة كل من هب و دب لان الموضوع أصبح يعتمد على التقنيات و الروبوتات و هو ما لا يمكنني أن أرضاه لنفسي و لا لصوتي و لا لمسيرتي الفنية الطويلة. على ذكرك انتشار ظاهرة سرقة الأغاني التي سبق وان تعرضتي لها من قبل بعض الفنانين الشباب قلتي أن ما أزعجك في الأمر ليس إعادة أغانيك وإنما مساسهم لجوهر الأغنية وطريقة تقديمها .هلا وضحت لنا ذلك ؟ فعلا تم مؤخرا إعادة الكثير من الأغاني التي قدمتها خاصة أغنية ''نهواك يا الغالي'' و التي أعادتها مغنية تونسية التقيتها بالمغرب بمناسبة تكريمي هناك و تحدثت إليها حيث قدمت لي اعتذارها وبالمقابل طلبت منها ألا تحدث أي تعديل على الأغنية و أن تبقيها على الوزن الذي أديتها به ، ونفس الشيء بالنسبة لإحدى المغنيات الجزائريات و التي طلبت أن تعيد إحدى اغنياتي ضمن البوم غنائي و سمحت لها بذلك لكنها و للأسف قدمت الأغنية في شكل لا يصلح بتاتا و لم أكن راضية على ما قدمته.و القائمة طويلة وهو ما ينبأ عن استفحال ظاهرة فنية جد خطير في الوسط الموسيقي المغاربي و المتمثلة في استسهال الشباب للعمل الفني فكل من ضاقت به الظروف يلجا الى الفن حتى صارالفن عفن في الجزائر و الدول المغاربية عامة . تحملين دائما مسؤولية انحدار مستوى الذوق الجماهيري الجزائري للقائمين على المؤسسة الوطنية للإذاعة و التلفزيون ما السبب في ذلك ؟ ؟و ما زلت أقولها :المؤسسة الوطنية للإذاعة و التلفزيون هي المسؤولة عن انحدار مستوى التلقي لدي الجمهور الجزائري. الذي أصبح لا يطالب إلا بالأعمال الرديئة بحجة الريتم الخفيف لأنها المسؤول الأول عن فتح الباب أمام كل من هب و دب لدخول مبنى التلفزيون و التبجح بصفة الفنان و بأعمال لا ترقى أبدا لمستوى ما كان يقدم في وقت مضى واليوم وسط هذا التسيب لا أجد أي حل لإعادة الأمور الى نصابها سوى تنصيب لجنة مسؤولة عن تصفية الوسط من الدخلاء . تم إقصائك الى جانب عدد من الفنانين الكبار من مؤسسة التلفزيون الجزائري وأنت التي كنت من بين المؤسسين لهذا الصرح الإعلامي الكبير في الجزائر.هل للأمر علاقة بخلاف بينك وبين مدير مؤسسة التلفزيون الجديد ؟ ؟هناك من تعمد إبعادي و إقصائي من مبنى المؤسسة الوطنية للإذاعة و التلفزيون إلا أنني أقول لهم بان صوتي أقوى من أن يسكته احد و أؤكد بان المسؤولين عن إبعادي عن هذه الهئية هم اكبر من القائمين على المؤسسة وانا اعرفهم جيدا و أتوجه إليهم من خلال هذا المنبر الإعلامي الحرواقول لهم لن تسكتوا صوتي. أما عن ما حدث بخصوص إبعادي عن البرنامج الذي كنت مقترحة صمنه بالنسبة للتلفزيون فهو كان بسبب برمجتي ضمن إحدى السهرات في شهر جويلية و لكن مرضي منعني من الالتزام حيث تنقلت الى فرنسا مرتين للعلاج في تلك المرة و لكن بعد علاجي و الحمد لله حضرت برنامجا جد مهم للتلفزيون وهو عبارة عن حصتين غنائيتين الأولى في الأندلسي و الثانية عبارة عن منوعات غنائية جديدة محضة سأقدمها خلال الأشهر القليلة القادمة