تستعين شركات التبغ الأجنبية، بطرق ملتوية، لترويج منتجاتها من ضمنها رعاية السهرات والحفلات، خاصة تلك التي تنظم بالملاهي وبعض المطاعم الفاخرة لتجاوز حظر الإشهار بالتبغ، دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا، فإلى جانب خرق قانون منع الإشهار للتبغ، فإن مثل هذه العمليات تدفع بالمزيد من الشباب للتدخين. منذ أن أسست شركات لتمثيل أكبر علامات السجائر العالمية، تبنت هذه الأخيرة عدة طرق لتجاوز منع الإشهار على التدخين، ورفع مبيعاتها في الجزائر، فإلى جانب تراجع سعر علب السجائر لعلامات مرموقة والتي يكثر عليها الطلب، استهدفت هذه الشركات كما يحدث في باقي مناطق العالم، الشباب للترويج لمنتجاتها. فتم تبني إستراتيجية رعاية بعض سهرات الملاهي وحفلات خاصة بمطاعم فاخرة، يتم خلالها، فضلا عن وضع ملصقات لعلامات السجائر، توزيع علب السجائر بالمجان، بهدف استمالة أكبر عدد من المستهلكين جدد. وكشفت مصادرنا أن ممثل علامة سجائر عالمية قام برعاية خيمة شهر رمضان الماضي بملهى ليلي بأحد الفنادق الفاخرة بالعاصمة مقابل مبلغ مالي معتبر. كما قامت نفس الشركة برعاية عدد من السهرات بمختلف الفنادق الفاخرة، مقابل مبالغ مالية معتبرة تفلت هي أيضا من رقابة مصالح الضرائب. وكانت آخر سهرة راعتها شركة أخرى ممثلة لعلامات سجائر عالمية، بمركب رياض الفتح، حيث نظم مطعم سهرة، رغم المنع الصادر منذ سنتين لتنظيم سهرات من قبل مطاعم المرفق الثقافي، حيث تم توزيع علب سجائر مجانا. هذه الطريقة للترويج للتدخين، لقيت معارضة جمعيات تكافح التدخين عبر العالم، حيث استهداف سهرات الملاهي ليس بالأمر البريء بل يهدف لدفع شباب للإدمان على التبغ، فسبق أن منعت دول أوروبية من بينها فرنسا، مثل هذه العمليات الإشهارية لشركات التبغ والكحول على مستوى الملاهي، حيث بيّنت دراسات أنها ساهمت في رفع عدد المدمنين على السجائر والمشروبات الكحولية، والتي هي في الأساس مشاكل صحة عمومية.