يؤدي تعاطي التبغ إلى وفاة أكثر من خمسة ملايين نسمة كل عام، أي أكثر من مجموع الوفيات الناجمة عن الإيدز والعدوى بفيروسه والسل والملاريا. وإذا استمرت الاتجاهات الراهنة فإنّ ظاهرة تعاطي التبغ قد تودي بحياة ما يزيد على ثمانية ملايين نسمة سنوياً بحلول عام ,2030 وبحياة مليار نسمة إجمالاً في القرن الحادي والعشرين، حسب ما كشفت عنه المنظمة العالمية للصحة. يتسبّب دخان التبغ غير المباشر في وقوع ثمن الوفيات المرتبطة بالتبغ ويسعى تقرير منظمة الصحة العالمية بشأن وباء التبغ العالمي، إلى اقتفاء أثر وباء التبغ وتزويد الحكومات وغيرها من أصحاب المصلحة بما يلزم من معلومات لتصميم تدخلات وفقاً لذلك. ويركز تقرير المنظمة العالمية هذه السنة على البيئات الخالية من دخان التبغ. ذلك أنّ دخان التبغ غير المباشر يقف وراء حدوث ثمن الوفيات المرتبطة بالتبغ وتهيئة بيئات خالية تماماً من ذلك الدخان هي الوسيلة الوحيدة لحماية الناس من أضرار دخان التبغ غير المباشر. التبغ إحدى الأولويات الصحية العمومية يعد التبغ ثاني أهمّ أسباب الوفاة في العالم، فهو يودي بحياة عُشر البالغين في شتى أنحاء العالم أي حوالي 5 ملايين حالة وفاة كل عام. ويؤدي التبغ، إذا ما استمرت أنماط التدخين على حالها، إلى وفاة 10 ملايين نسمة سنوياً بحلول عام .2020 والجدير بالملاحظة أنّ نصف من يدخنون الآن أي نحو 650 مليون نسمة سيقضون نحبهم من جرّاء التبغ في نهاية المطاف، حسب ما أفادت به المنظمة. والتبغ هو أيضاً رابع أشيع عوامل الاختطار التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض في جميع ربوع العالم. أمّا التكاليف الاقتصادية المرتبطة بتعاطي التبغ فهي تخلّف آثاراً مدمّرة تضاهي في وخامتها ما يخلّفه التبغ من آثار على الناس، ذلك أنّ التبغ يتسبّب، بالإضافة إلى التكاليف الصحية العمومية الباهظة المتصلة بعلاج الأمراض الناجمة عنه، في وفاة الناس عندما تبلغ قدرتهم الإنتاجية أوجها وهو يحرم الأسر، بالتالي، من معيليها والدول من قواها العاملة. والمُلاحظ أيضاً أنّ إنتاجية العاملين من متعاطي التبغ تقلّ عن إنتاجية غيرهم من العاملين بسبب تعرّضهم للأمراض أكثر من غيرهم. وتشير التقديرات الواردة في أحد التقارير الصادرة في عام 1994 إلى أنّ تعاطي التبغ تسبّب في حدوث خسارة سنوية صافية قدرها 200 ألف مليون دولار أمريكي، علماً بأنّ ثلث تلك الخسارة سُجّلت في البلدان النامية. صلات وثيقة بين التبغ والفقر بيّنت دراسات عديدة، حسب ما جاء في الموقع الإلكتروني للمنظمة العالمية للصحة، أنّ أشدّ الأسر فقراً في بعض البلدان المنخفضة الدخل تخصّص نحو 10 بالمائة من مجمل نفقاتها لشراء التبغ، ما يعني أنّه لا يبقى لتلك الأسر إلاّ القليل لتنفقه على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والرعاية الصحية. ويؤدي التبغ، علاوة على آثاره الصحية المباشرة، إلى سوء التغذية والمزيد من التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية وإلى الوفاة في سنّ مبكّرة. كما أنّه يسهم في زيادة نسبة الأميّة، إذ هو يستأثر بالأموال التي كان بالإمكان استخدامها لأغراض التعليم. وقد تجاهل الباحثون، إلى حد كبير، الدور الذي يؤديه التبغ في استشراء ظاهرة الفقر. ولقد أثبتت التجارب أنّ هناك كثيراً من التدابير العالية المردود لمكافحة التبغ يمكن استخدامها في أماكن مختلفة وهي كفيلة بالتأثير، بشكل كبير، على ظاهرة تعاطي التبغ. ومن أعلى الاستراتيجيات مردوداً السياسات العامة الشاملة لجميع السكان، مثل حظر الإعلان المباشر وغير المباشر عن منتجات التبغ وفرض الضرائب عليها وزيادة أسعارها وتهيئة بيئات خالية من دخان التبغ في جميع الأماكن العامة وأماكن العمل ووضع رسائل صحية بيانية واضحة على علب التبغ. وترد جميع تلك التدابير في أحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.