كانت تحلم ككل أترابها بإنهاء دراستها الجامعية واختيار شريك للحياة، وإنجاب أطفال، إلا أن الأقدار شاءت أن تلغي كل أحلامها جملة وتفصيلا لمجرد خطأ طبي، بل كان وقع ذلك الخطأ سما قاتلا بالنسبة إليها، خاصة وأنها في ريعان شبابها. رفعت الفتاة شكوى لدى العدالة على مستوى سوق اهراس، ينتظر أن تعطي حكمها النهائي خلال الأيام القليلة القادمة. بحسرة وألم تسرد ''ريم '' تفاصيل مرحلة صعبة على كل فتاة في مثل سنها أن تعيشها وتدرك بعدها أن الحياة توقفت بالنسبة إليها، لأنها وببساطة أصبحت عاقرا قبل الأوان؛ بعد تسبب طبيب مختص في الجراحة العامة في مستشفى هواري بومدين بسدراتة، في عقم دائم لها وهي لا تزال في عقدها الثاني. كان ذلك بتاريخ 24/03/2008، حين أجريت لها عملية جراحية لاستئصال أكياس مبيضية، لكن في الحقيقة تم استئصال مبيضيها كلية بسبب خطأ طبي، لتعلم حينها بأنها دخلت سن اليأس من الباب الواسع. وقد أكدت تقارير الخبرة الأولى التي أنجزت من طرف أطباء مختصين، أن ''ريم '' تعرضت لجراحة تعسفية أجريت على مبيضيها قبل سنتين نتج عنها أعراض سن اليأس''. واستنادا إلى الملف الطبي الذي تحوز ''الخبر '' على نسخة منه، وحسب تصريحات الضحية أيضا، فإنها كانت تعاني من تكيسات عضوية على مستوى المبيض الأيمن، ما جعل حالتها تتطلب إجراء جراحة لنزعها، خاصة وأن عرض حال التقرير الطبي الناتج عن الكشف بالمنظار، كان يثبت وجودها مع غياب أي ملمح للورم الخبيث (حسب التقرير الطبي)، وعلى ضوء ذلك أخضعت المريضة لعملية جراحية بمستشفى هواري بومدين في تاريخ 24/03/.2008 وبعد مرور5 أشهر، تفطنت الفتاة إلى أن الدورة الشهرية لم تأت، مما أدخل الشك في نفسها فعرضت حالتها على أطباء مختصين في أمراض النساء، أين تاكد بعد كشف بالمنظار وفحص سيلوسكوبي عدم وجود المبيضين. وبعد قراءة كافة الوثائق المسلمة للمريضة، أبلغت رسميا أنه بالفعل قد أجري لها استئصال المبيض، ودليل ذلك تقرير الفحص العيادي والنفسي. ويؤكد تقرير آخر لطبيبة مختصة في أمراض النساء بعين البيضاء في أم البواقي، أن المريضة تظهر عليها أعراض سن اليأس الناتجة عن (الجراحة). لكونها تعرضت لبتر المبيضين ومنه انقطع عنها الطمث لمدة سبعة أشهر، كما أثبتت الخبرة كذلك أنها تعاني من أعراض قصورعلى مستوى المبيضين وتحتاج إلى علاج هرموني استبدالي. وليس هذا فحسب، بل ''يتطلب الأمر أن تبقى فتاة في ريعان شبابها رهينة دواء هرموني يلازمها إلى غاية بلوغها سن 47 سنة''، وتحرم طيلة حياتها من كلمة ماما. ويبقى الفصل النهائي لجهاز العدالة الذي له ما يرى في أحكام هذه القضية التي شغلت الرأي العام المحلي.