أرفض الرضوخ للايدز تصوير:أحيمدة.غ »... أشعر أني مثل الكلب المسعور... الكل يهابني... حتى عندما أعطس يصاب الذين من حولي بطوارئ خوفا من أن ينتقل الفيروس إليهم... أخبريهم أن منير الذي كان يرسل لأصدقائه سراويل الجينز والأحذية الرياضية... أنا هو الشخص الذي أصبح منبوذا...«، »عندما تقدمت والدته لخطبتي قالت لي: ابني يبحث عن "بنت الفاميليا"... شهران بعد الزواج أكتشف أنه مصاب بالسيدا...« ...هذا جزء من اعترافات شباب شاءت الأقدار أن ينتقل إليهم فيروس السيدا بطريقة تراجيدية... والشروق تنشر لكم اعترافاتهم المثيرة. * تزوجتها من أجل بطاقة إقامة فأهدتني فيروس السيدا * عينان بنيتان... جسد نحيل جدا... ملامح وجه عربي يميل إلى السمرة بحاجبين كثيفين ونبرة صوت خافت، ومع ذلك لايزال يبتسم عندما جلست إليه رفقة شقيقته »سمية«... قال لي ساخرا: »ابتعدي عني حتى لا أنقل إليك العدوى ويذبحك والدك..."، رددت له الابتسامة قبل أن يفاجئني مرة أخرى "احذري أن ينتقل هواء رئتي إليك... لا تبتسمي كثيرا وإن أردت محادثتي من وراء الزجاج لا مانع عندي«... بصعوبة كبيرة بدأت الحديث معه، وبصعوبة أيضا عجزت على فتح "ملف الإيدز" معه... هذا النوع من المرضى، صعب أن تخفف عنهم آلامهم وأحزانهم... الحديث إليهم متعب وشيق. * »منير« واحد من هؤلاء، مشوار 08 أشهر مع "الإيدز"..قال لي إنها " ثماني سنوات كل شهر بسنة... التأقلم مع مرض السيدا صعب جدا... هو ليس سرطانا ننتظر تاريخ وفاتنا والسلام... نظرات الآخرين من حولك لا ترحم حتى تلك الممرضة وهي تقوم بإسعافك تشعر وكأنها في حالة طوارئ... مرتبكة خائفة... يصمت للحظات ثم يقول: لكن معها حق إذا كنت أنا أصبت بالمرض دون علاقة جنسية مشبوهة ولم أتقبله في البداية فكيف للآخرين من حولي أن يعاشروني دون حذر...«. * * ذهبت "حراقا" فعدت بالسيدا... * ... كان تفكيري منصبّا على الخروج من الجزائر بأي وسيلة وكان لي أصدقاء من وراء إسبانيا... "ولاد الحومة إلي راحو لفرانسا، واسبانيا وحتى لطاليان حراقة وعايشين لاباس عليهم.."، وصلت إلى السواحل الإسبانية نهاية جوان 2005 اتصلت بهم تحصلت على عمل عند صاحب مزرعة للخضار، وكنت أجمع البطاطا في الصناديق، كوّنت صداقات متينة مع بعض الشباب الإسبان، وفي أقل من أربعة أشهر تعلّمت الكثير، لكن همّ مطاردة الشرطة والبحث عن أوراق الهوية كان يلاحقني ويؤرّق عليّ نومي، تعرفت على "عمار" كان أكبر مني ب16 سنة، متزوج من إسبانية وعن طريقها تحصل على أوراق الإقامة، كنت متحمّسا لفكرة النجاح في إسبانيا وبدأت أحوالي تتحسن، حتى أني أصبحت أرسل لأصدقائي الملابس والأحذية الرياضية،... يبتسم ثم يقول... "كانو حاسبيني وليت معلم كبير.."، عندما أخبرت عمار أني أريد الزواج بإسبانية من أجل وثائق الإقامة، أخبرني أن زوجته تعرف سيدة تعمل موظفة لدى إحدى مصالح التأمين متزوجة ومطلقة وأم لبنتين في 41 من عمرها... صدمت، أذكر أنه طوال الليل وأنا أفكر... لكن العيش بدون وثائق في أي بلد أوربي أشبه بحياة الجرذان التي تظهر ليلا لتأكل وتختفي نهارا من البشر، في الصباح أخبرته بأني موافق وبدأت أخرج مع هذه السيدة كانت تبدو لطيفة ولها قدر كبير من الجمال. * * زوجتي الإسبانية كانت تخبّئ دواء السيدا بين ملابسها في خزانتها * وساهمت زوجة عمار كثيرا في نسج علاقة بيننا. لم يمض إلا شهران اقترحت عليها الزواج فقبلت وتزوجتها مع بداية نوفمبر 2005. بعد الزواج اكتشفت فيها أنها إنسانة على قدر كبير من المسؤولية، لم أعد أرى فيها وسيلة للحصول على أوراق إقامة، ساعدتني كثيرا وانتقلت بعدها للعمل في مطعم شقيقها، دامت علاقتي معها مدة ثلاثة أشهر تحصلت فيها على أوراق الإقامة، وفي نفس الوقت أصبحت أرى في زوجتي الإسبانية شريكة حياتي... قررت أن أخبرها رغبتي في إنجاب أطفال وكلما فتحت معها الأمر ترفضه جملة وتفصيلا، كان لها نظام غذائي معيّن، وأدوية معيّنة تتناولها، كان من بينها دواء »زيدوفيدين«، لم تكن تخبئه بين الأدوية في الثلاجة، كان موجودا بين ملابسها وفي خزانتها... مرة كانت تبحث عن أشيائها فسقط الدواء، أخبرتها ما هو، فارتبكت ثم قالت لي إنه لابنتها... انتابني بعدها بأنها تخبّئ عني شيئا، حملت الدواء وذهبت به إلى الصيدلي لأسأله في أي علاج يستعمل... ويا ليتني لم أذهب... أذكر بالحرف الواحد... »عفوا سيدي هذا دواء الإيدز... هل تحتاج إلى نوع آخر...؟ شعرت بدوار رهيب، كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا وقتها وأنا تائه في شوارع إسبانيا حتى الواحدة ليلا... إلى أين أذهب...؟ وهل أنا مصاب... لماذا تزوجتني وهي مصابة... ولماذا خدعتني...؟ هل اشتريت أوراق إقامتي بحياتي... اتصلت ب"عمار"...والتقيته الرابعة فجراً أخبرته بكل شيء، صدم هو الآخر... بقيت لمدة أسبوع لا أعرف إلى أين أذهب... آخر أمل كان إجراء تحاليل طبية... دخلت إحدى المخابر أجريت تحاليل الدم... ويا ليتني لم أفعل... أدخلوني داخل غرفة سألوني أسئلة غريبة... دونوا إسمي وسلموني...« بطاقة حامل فيروس الإيدز، سلموني كتبا خاصة تحمل عنوان" حميتك الغذائية مع السيدا"... * * لكن منير كيف أخبرت زوجتك...؟. * فضلت الاتجاه مباشرة إلى شقيقها وأخبرته بأني مصاب بالإيدز... هناك تقبّل حقيقة مرضي بشكل عادي... فهو كان يعلم بمرض شقيقته لكنه أخبرني أنها لم تخدعني فهي عندما تزوجتني لم تكن على علم بذلك، قررت مواجهتها، أذكر أنه كان يوما مؤلما فكلانا مصاب... "يتوقف طالبا منّي عدم الإلحاح في سرد تفاصيل الأربعاء الأسود«، يواصل قائلا: الآن أحمد الله أني عدت إلى الجزائر وأني بين أهلي وبين أمي وأختي سمية... هذا ما يهمني... لكن نظرة الآخرين لا ترحم«. * * لا تندهشوا... نحن نعيش مع الإيدز لأكثر من عشر سنوات * أخبرني أنه يبحث عن "بنت الفاميليا"...واكتشف بعد شهرين من الزواج أنه مصاب بالسيدا * »في حياتي كلها لم أتعرف على أحدهم... حتى النافذة كنت أخجل من أن أطل عليها... مرة تقدم لخطبتي أحدهم... لا أزال أذكر والدته بالحرف الواحد... وليدي راهو يحوس غير على بنت الفاميليا... إلّي يبني معاها الدار... كلمات كانت كافية ليوافق أهلي... تزوجت... أحببته شهرين من بعد يمرض زوجي... إنه مصاب بالإيدز... تتحول حياتي... تابعوا معنا تفاصيل مثيرة لنساء نقل أزواجهن الإيدز إليهن بعد الزواج. * زهيرة... ملامح امرأة صامدة جريئة جدا، لا لأنها لم تخش كاميرا زميلي "حميدة" وفضلت نشر صورتها على صفحات الشروق، بل لأنها تعتبر أن لها حقا في هذه الدنيا ستأخذه حتى وهي مصابة بالإيدز... السيدا... لا يعني أن حياتي انتهت... عمرها 38 سنة اكتفت بعد زواجها بثلاثة أشهر ممن اختارته عن علاقة حب دامت قبل الزواج سبع سنوات كاملة مصاب بالإيدز... عام 1996 تكتشف أنها هي الأخرى مصابة بالإيدز... يموت زوجها، ترمل لكن... أرملة ليست ككل النساء... تتغير حياتها وتقرر الاستمرار في الحياة بحلوها ومرها... قالت لي »أنا عايشة... تزوجت قبل أربع سنوات بشخص أحبه ويحبني نشترك في نفس الفيروس... لكن من حقنا أن نعيش أحبّ حضور حفلات الأعراس أن أرقص وأعيش حياتي... إنه قدري"...تتحدث زهيرة عن معايشتها مع السيدا لأكثر من 14 سنة، استطاعات فيها أن تصبح عضوا فاعلا في جمعية الحياة، أن تقاوم نظرات الآخرين، بل إنها فاجأتني عندما أخبرتني بأنها عاودت الزواج مرة ثانية... لكنها تختلف عن الأولى أخبرتني أنها تعيش معه قصة حب جميلة بالرغم من أنها تحت سقف »الإيدز«. * * حياة... بنت "الفاميليا" التي أهداها زوجها مرض السيدا * اختارت لنفسها من الأسماء حياة، هكذا فضلت أن تسمي نفسها على صفحات "الشروق"، رفضت التصوير لا لشيئ، فقط لأن عيون الناس لا ترحم وهي التي تخفي المرض عن جيرانها وأحبابها إلا عن والديها وعائلتها الصغيرة... قصتها تختلف عن زهيرة، فهي التي كانت تخجل من أن تطل من على النافذة ولم تكن لها أي علاقات عاطفية، فجأة تجد نفسها مصابة بمرض يعتبر من الطابوهات في بلادنا، لاتزال حياة تذكر والدة زوجها عندما تفضلت لخطبتها من والديها أخبرتها أن ابنها يبحث فقط عن "بنت الفاميليا" التي سيبني معها عش الزوجية، كلمات كانت كافية حتى تقبل عائلة حياة، دون علم بأن الذي يريد الزواج حامل للإيدز، تتحدث قائلة: »شهران لا أكثر يصاب زوجي بمرض غامض فحصوصات طبية، تحاليل... إنه مصاب بالإيدز، لم أكن أعرف شيئا عن المرض... اعتقدت أنه كباقي الأمراض... يمكن علاجه، وبأنني لست مصابة... عرفت بعدها ألم مرض الإيدز... تقبلت مرضه ومرضي... تشاء الأقدار يتوفى ويرحل ويتركني لأكثر من 12 سنة وأنا مصابة...". * حياة، التي رفضت التصوير، فتاة جميلة جدا تحمل ملامح بريئة، أخبرتني "أنها تمارس الرياضة وتعشق السفر... وتحب الحياة...". * * رئيس جمعية إيدز الجزائر للشروق: * أوكار الدعارة ومحشاشات المخدرات تهدد علاقات الجزائريين * كشف رئيس جمعية إيدز الجزائر، السيد عادل زدام، في تصريح للشروق اليومي، أن طابو مرض السيدا في الجزائر خطا خطوات عملاقة نحو خلق فئة قادرة على التأقلم مع المرض. وكشف المتحدث أن جمعية »إيدز الجزائر« استطاعت طيلة فترة وجودها في الجزائر منذ العام 1998 أن تعُرّف بالمرض وتخفف من آلام ومعاناة المرضى، بالرغم من عدم مساعدة الدولة لهم بأي إمكانات مادية، عدا تلك التي تتحصل عليها عن طريق المنظمات الدولية. كما كشف أن تجربة الجمعية في الجزائر أثبتت أن فئات المرضى أغلبهم من الشباب المهمشين لاسيما منهم مدمنو المخدرات. ونوّه بضروة العفّة التي تبقى وحدها العلاج الكافي للحد من المرض. رئيس جمعية إيدز كشف أن أوكار الدعارة في الجزائر، التي لابد من محاربتها، بالإضافة إلى محشاشات المخدرات، هي بؤر انتقال المرض في الجزائر. * * رئيسة جمعية الحياة للشروق: * 80 بالمائة من النساء المصابات بالإيدز بسبب أزواجهن * بدورها كشفت رئيسة جمعية الحياة السيدة "نوال.س" أن 80 بالمائة من النساء المصابات بالإيدز سببه أزواجهن. ودعت المتحدثة، في لقاء جمعها والشروق اليومي، إلى ضرورة مساعدة الدولة لهم في الحصول على التكوين في مجالات مختلفة وبالتالي فتح مناصب شغل أمام هذه الفئة المهمشة، متحدثة عن رغبة عشرات النساء المصابات ممن انتقل إليهن المرض بواسطة أزواجهن، في الحصول على مناصب شغل بسيطة على غرار فتح محلات للحلاقة، أو الخياطة. وكشفت المتحدثة أن الجمعية تضم أكثر من 200 عضو ناشط من الأشخاص الذين استطاعوا التغلب على المرض والتعايش معه، مؤكدة أن 80 بالمائة من النساء المصابات بالإيدز في الجزائر انتقل المرض إليهن بواسطة أزواجهن.