في حديث لها مع ''الخبر''، أكدت البروفيسور بودردة زهية، مسؤولة وحدة السكري للأطفال بالمستشفى الجامعي لقسنطينة، أنه إذا استمرت العائلات الجزائرية في تغذية أطفالها بالطريقة الحالية، والمتمثلة في الوجبات السريعة الغنية بالمواد الدسمة والدهون والحلويات، ستعرف الجزائر خلال ال10 سنوات المقبلة جيلا من المراهقين البدناء الذين سيكونون عرضة لمختلف الأمراض، على رأسها السكري وأمراض القلب وداء ارتفاع الضغط الشرياني، وهو ما فصلت فيه في الحوار التالي: تعرف الجزائر كغيرها من دول العالم زيادة من يوم لآخر في أعداد مرضى السكري، فهل لنا أن نعرف هذه الزيادة لدى صغار مرضى الداء عندنا ومن هي الشريحة العمرية الأكثر عرضة؟ لا تملك الجزائر سجلا وطنيا لرصد حالات السكري عند الأطفال، لكن هناك سجلات خاصة بالولايات مثل السجل الخاص بولاية قسنطينة، والذي رصد تسجيل ما بين 45 إلى 50 حالة سكري جديدة سنويا عند الأطفال الأقل من 15 سنة. كما أن عيادة صغار مرضى السكري بوهران سجلت 5,10 حالة لكل 100 ألف نسمة. لكن، أود الإشارة أنه في السنوات الماضية، كانت الإصابات تسجل لدى من تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة، لكن خلال السنوات الأخيرة، باتت الزيادة تسجل عند من هم دون ال04 سنوات، أي أن داء السكري بات يسجل في سن مبكرة. هل هناك أسباب أو عوامل مؤثرة تؤدي إلى ظهور هذا الداء في سن جد مبكرة؟ طبعا، هناك عوامل مسببة لذلك، منها حدوث تغيرات في الجينات، إلى جانب نوعية الأكل المقدمة للصغير. وهنا، أفتح قوسا لأحذر الأسر الجزائرية من عواقب نظام الأكل المعتمد اليوم لدى غالبيتهم، حيث تقدم للصغار وجبات خفيفة في غالب الوقت مشبعة بالدهون والمواد الدسمة والحلويات، وذاك خطر على صحتهم، يظهر في بدانة ربما مفرطة خلال مراهقتهم، مما يجعلهم عرضة لداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وكذا ارتفاع الضغط الشرياني. ما السبيل إلى حماية أطفالنا من الإصابة بداء السكري مستقبلا؟ الحل يكمن لدى العائلات الجزائرية المطالبة بتغيير نمط عيشها، انطلاقا من اعتماد نظام غذائي صحي لأطفالهم، يعتمد على الخضار بشكل خاص، مع الإنقاص قدر المستطاع من المأكولات الدسمة والحلويات، إلى جانب حث الصغار على ممارسة الرياضة، خاصة وأن نقلهم من المدرسة وإليها بالسيارة يقلل من حركتهم، ناهيك عن تمضيتهم لساعات طويلة قبالة التلفزيون والكمبيوتر، والذي من شأنه أن يسبب لهم السمنة.