جمدت الحكومة، مؤخرا، مناقصة وطنية لإنجاز مشروع البيوت البلاستيكية متعددة القبب، بعد ورود تقارير إليها صادرة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، اعتبرت نتائج المناقصة غير مجدية. وكان المشروع يرمي إلى الانتقال إلى طريقة جديدة لتنمية زراعة الخضر المبكرة في مناطق الهضاب العليا وشبه الصحراوية. أفادت مصادر مطلعة أن المناقصة المجمدة قد رصت على مؤسسة جزائرية خاصة، غير أن الوزارة ألغتها لأن ''العطاء المقدم غير مجد'' مقارنة مع ضخامة المشروع الرامي إلى تنمية زراعة الخضر المبكرة في الهضاب العليا، وتحديدا في مناطق بسكرة والوادي، تعتبر ''سلة الغذاء'' في الجزائر بفضل قدراتها الفلاحية ومناخها الملائم لزراعة الخضروات المبكرة. وكان من المنتظر أن يرافق هذه المناقصة، بعد إرسائها، إبرام مذكرة تفاهم مع بنك الفلاحة والتنمية الريفية ''بدر بنك''، تقضي بدعم الفلاحين الراغبين في الاستثمار في هذا النوع من البيوت البلاستيكية متعددة القبب، لما لها من دور في زيادة المساحات المزروعة وفائدتها. وحسب نفس المشروع، فإن ''بدر بنك'' اقترح وضع معدلات فائدة تتراوح بين 5 و7 في المائة، تقوم الوزارة بتغطيتها، فيما يستفيد الفلاحون الذين يتجهون إلى استعمال هذا النوع من البيوت البلاستيكية من الدعم في شكل قروض دون فوائد. وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، قد حدد أجلا لا يتجاوز 31 ديسمبر 2011 لاعتماد وتعميم هذا النوع من البيوت البلاستيكية المستعمل بنسبة 100 في المائة في كل من تونس والمغرب. وفي الوقت الراهن لا تتجاوز مساحة الأراضي الزراعية التي تستخدم طريقة البيوت البلاستيكية 100 هكتار، منها 17 هكتارا في بسكرة وحدها، وتقدر مردوديتها ب10 أضعاف مقارنة مع الطريقة التقليدية. علما أن عملية تجهيز الهكتار الواحد بالبيوت البلاستيكية تكلف نحو 7 ملايير سنتيم. ومن شأن إلغاء المناقصة أن تكون له انعكاسات على مستقبل مشروع بدر بنك المتعلق بالقروض الفلاحية، حيث كان سيغطي تكاليف تمويل الزراعة عن طريق استعمال البيوت البلاستيكية بمختلف أنواعها، سواء كانت مكيفة أو عادية، جرى اعتماده من طرف إدارة البنك، وهو صالح من ناحية الزمن لمدة سنة فقط، ينتهي سريانه في 31 ديسمبر .2011 ويتضمن مشروع هذا القرض عدة مزايا، أهمها أنه دون فائدة، وحددت مهلة سداده بخمس سنوات كاملة وقد تصل في بعض الأحيان إلى سبع. وستتكفل وزارة الفلاحة بتحمل تسديد نسبة الفائدة، غير أن عدم إنجاز البيوت البلاستيكية تسبب هو الآخر في وقف القروض.