تشهد العديد من المناطق ندرة حادة في قارورات غاز البوتان، وإن توفرت فتتراوح أسعارها بين 450 إلى 500 دينار للقارورة الواحدة، بالإضافة إلى غياب مختلف أنواع الوقود في محطات التوزيع بسبب تعطل شاحنات التموين جراء كثافة الثلوج وانقطاع عدة طرقات. ففي سطيف مثلا، عرفت عمليات تزويد المناطق المعزولة بغاز البوتان تذبذبا كبيرا ومضاربة في الأسعار، ورغم أن مصالح التوزيع تلقت نشرة عاجلة قبل بداية الاضطراب الجوي بيومين، إلا أن الكمية التي تعدت 29 ألف قارورة، خلال يومي الخميس والجمعة، مع زيادة ساعات إضافية إلى ال11 ليلا، لم تقض على الأزمة، حيث وصل سعر القارورة إلى 450 دينار في المناطق الشمالية مثل عين الروى وبوفاعة ومرتفعات بابور وبوعنداس. وحسب مصدر من مركز التوزيع الأساسي لقارورات غاز البوتان بمنطقة الحاسي، فإن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار في اليومين الأخيرين يعود إلى تأخر عملية التموين في مركز بوفاعة الذي يموّن الكثير من المناطق المعزولة، حيث أدت موجة الثلوج إلى توقف حركة المرور، واضطرت شاحنات التموين إلى المبيت ليلتين كاملتين بمنطقة عين عباسة، وليلة أخرى بمنطقة عين الروى بسبب الجليد، زيادة على ثقافة التخزين التي ينتهجها سكان الأرياف، ما يخلق أزمة حادة يستغلها الخواص لرفع الأسعار من دون مبرر، ويؤكد نفس المتحدث أن الطلب يزيد عند الاضطرابات الجوية ب20 في المائة. وتشهد ولاية أم البواقي، وتحديدا بوسط المدينة، هذه الأيام، ندرة حادة في الوقود، سواء تعلق الأمر بالبنزين أو المازوت، وبالرغم من أن هذا الوضع كان مطروحا منذ مدة طويلة حتى أثناء فترات الحر، إلا أن الأمر تأزم أكثر خلال هذه الأيام من خلال الطوابير الطويلة أمام محطة نفطال الوحيدة المتواجدة بالمدينة بعد غلق المحطة الثانية المتواجدة بالجهة الغربية للمدينة، بعد التوسعة التي شهدتها جامعة العربي بن مهيدي. كما شهدت مناطق وسط وغرب البلاد أيضا ندرة حادة في قارورات غاز البوتان، بعد تعذر وصول شاحنات التموين إلى المناطق لتوزيعها على مراكز نفطال، بالإضافة إلى عدم تمكن صهاريج نقل المحروقات بمختلف أنواعها من ضخ كمياتها في محطات توزيع الوقود في عدة مناطق، بسبب انقطاع الطرقات نتيجة كثافة الثلوج على مستوى عدة طرق وطنية وولائية. نفطال: المضاربة هي التي تخلق الندرة شدد السيد جمال شردود، مدير الاتصال بشركة نفطال، على عدم وجود أية ندرة في توفير قارورات البوتان، مشيرا إلى أن السعر مدعم من قبل الدولة ويقدر ب200 دينار ولم يطرأ عليه أي تعديل. واعتبر شردود في تصريح ل''الخبر'' أن التحضيرات في مجال تزويد السوق بغاز البوتان يتم خلال الصيف، بالتنسيق مع وزارة الطاقة والمناجم والبلديات. وأشار نفس المسؤول إلى أن سوق غاز البوتان ينشط فيه 14 متعاملا خاصا يساهمون أيضا في تزويد السوق بالمادة، وأنه بالنظر إلى المعطيات الحالية، فإن قارورات غاز البوتان متوفرة بالكمية اللازمة، إلا أن المضاربة هي التي تدفع إلى الاعتقاد بوجود ندرة، ومع ذلك فإن نفطال برمجت زيادة العرض في حالة ما إذا تأكد وجود حالات استثنائية وأحوال طقس تتطلب زيادة الإنتاج في وحدات الضخ والإنتاج. كما يتم برمجة زيادة فرق العمل إلى ثلاثة يوميا لدرء أي نقص. فضلا عن ذلك يتم التنسيق مع الوزارة والبلديات في حالات قطع الطرق في أية منطقة، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تسجل فيها زيادة في الطلب وضغط على السوق، وقد تمت مراعاة ذلك، إلا أن المضاربين يستغلون دائما مثل هذه الظروف لرفع الأسعار، رغم أن قارورة الغاز مدعمة وتقدر ب200 دينار دون أية زيادة، وأي زيادة يتحملها المضاربون، ويتعين أن تتعامل معه الهيئات المختصة. أما نفطال فهي، يقول شردود، مستعدة لضخ المزيد في السوق إذا ثبت وجود نقص أو ندرة واعتماد مخطط توزيع استثنائي، كما حصل منذ سنوات قليلة، حينما سجل قطع العديد من محاور الطرق. أم البواقي: ح. بعلول سطيف: عبد الرزاق ضيفي الجزائر: ب. مصطفى