تعيد محكمة الجنايات اليوم النظر في أخطر قضايا القتل والتنكيل التي وقعت في مدينة سطيف، بعد 6 سنوات كاملة من إصدار الحكم الأول ضد المتهمين ''ب.ي'' و''ك.ع'' بالسجن المؤبد في حقهما، لكن ومع مرور السنوات قرر المتهم ''ب.ي'' كشف حقائق جديدة وخطيرة. رغم أن أطوار المحاكمة لم تستأنف بعد، إلا أن ''الخبر'' تمكنت من كشف بعض الخبايا، أهمها أن المتهم ''ب.ي'' تورط في القتل لوحده ولم يساعده أحد، عكس ما قاله في الجلسة الأولى منذ 6 سنوات. القضية تعود إلى نهاية سنة 2005 حين كان أحد الأطفال يبحث في أكياس القمامة بمحطة نقل المسافرين في سطيف عن مواد بلاستيكية لإعادة بيعها مثل القارورات وغيرها، فصدم وهو يفتح أحد لأكياس ليرى رجْلين بشريتين وجسما مبتورا من الرأس في كيسين مختلفين، فذهل للأمر وسارع إلى مصالح الشرطة في المحطة ليخبرهم بالأمر. واستنفرت قوات الأمن كل عناصرها، وعند تفتيش الكيس من طرف عناصر الشرطة العلمية وجدوا بعض الأوراق مكتوب عليها أسماء وألقاب واسم مدينة العلمة، وهي الخطة التي لم تنطل على مصالح الأمن التي تأكدت بأن الجريمة وقعت في مكان غير مدينة العلمة، ومن هنا بدأت التحريات الجدية التي بدأت بإعلان عبر أمواج الإذاعة المحلية، تطلب فيه مصالح الأمن أي معلومة عن الضحية. وفعلا تم التعرف على الضحية، وتبين أنها في 53 من العمر وتدعى ''ز.ع'' من مدينة تيزي وزو، وتعمل كمنظفة بمنطقة فرماتو عند المدخل الشرقي للولاية. ومع هذه المعلومات تم القبض على المتهم ''ب.ي'' 18 سنة، وهو في حالة سكر وعثر بحوزته على مفاتيح سكن الضحية، ودل رجال الشرطة على باقي أجزاء الجثة التي وجدت بحي 300 مسكن. وتبين بأن المتهم يعمل في فرقة بهلوانية في مسرح الأطفال بسطيف، وقد أكد خلال التحقيق بأنه تعرف على الضحية منذ عدة شهور عندما دعته إلى المبيت معها بحكم أنها تعيش لوحدها، ونشأت مع الأيام علاقة غرامية بينهما رغم فارق السن الذي يتعدى 35 سنة، وسرعانما جلب معه صديقه ''ك.ع'' 48 سنة، الذي يبيع الخمر ولديه سوابق عدلية قصد اللهو مع المرأة التي رفضت ذلك، حيث هددته بواسطة سكين بأن يخرج صديقه، وبحكم أنه كان في حالة سكر قام بطعنها عدة طعنات في مختلف أنحاء الجسم، فقام المتهم ''ب.ي'' بتقطيعها وتشويه وجهها وحرق أصابع يدها حتى لا يتم التعرف عليها، ثم فصل أجزاء الجسم في كيس بلاستيكي، والباقي وضعه في حقيبة رياضية في حي 300 مسكن. وتفيد مصادرنا بأن الضحية أكد بعد 6 سنوات من السجن بأنه فعل كل هذا لوحده وأن شريكه المفترض ''ك.ع'' لم يكن معه أصلا في انتظار ما ستنطق به المحكمة امسية اليوم.