فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سطيف في واحدة من أخطر قضايا القتل والتنكيل التي هزت عاصمة الهضاب العليا طيلة السنوات الماضية، ونطقت بالسجن المؤبد في حق المتهمين اللذين تورطا في قتل امرأة وفصل رأسها وأعضاء جسدها بعد الاعتداء عليها بوحشية. القضية تعود إلى سنة 2005 حينما كان أحد الأطفال بمحطة نقل المسافرين لمدينة سطيف يبحث في الأكياس البلاستيكية ليقتات منها، قبل أن يتفاجأ بوجود رجلين وجثة مبتورة لامرأة وضعوا في كيسين أسودين، فأسرع المسكين وهو في حالة من الذهول لإخبار عناصر الشرطة التي تدخلت بسرعة لانتشال الجثة ومباشرة تحقيق أمني في هذه القضية غير المسبوقة، وانطلاقا من عرض الجثة على طبيب شرعي، أكد بأنها لامرأة في سن الخمسين، علما بأن الأكياس اشتملت على أوراق بها بعض الأسماء والألقاب واسم مدينة العلمة في خطوة مفضوحة من المجرمين للتشويش على التحقيق والتمويه بأن الضحية من العلمة. مصالح الشرطة القضائية أخذت القضية كأولوية وقامت بإعلان إذاعي تدعو فيه كل من له علاقة قريبة أو بعيدة بالحادث إلى التقرب منها، واستمرت التحريات في سرية تامة طيلة شهرين إلى غاية العثور بتاريخ 10 ماي 2005 على حقيبة بحي 300 مسكن بالجهة الشمالية الشرقية لمدينة سطيف تشتمل على رأس امرأة وذراعين كانت مخبأة بحمام البيت قبل أن تحال الحقيبة على مصلحة حفظ الجثث التي أثبتت بأنها لامرأة واحدة تدعى (ز. ع)، 53 سنة ومطلقة، قدمت من ولاية تيزي وزو للعمل كمنظفة بالمنطقة الحضرية بفرماتو. وفي ظرف 10 أيام تم توقيف المتهم الأول وهو في حالة سكر ولديه مفاتيح مسكن الضحية ثم المتهم الثاني. المجرم (ب. ي)، 20 سنة، الذي كان ينشط ضمن فرقة بهلوانية متخصصة في مسرح الأطفال بسطيف، أنكر في بداية التحقيق معه ضلوعه في الجريمة قبل التراجع والاعتراف بحقيقة ما جرى، فقد تعرف المتهم على الضحية منذ عدة أشهر حينما دعته لحمل أغراضها معها إلى بيتها قبل أن تطلب منه - حسب تصريحاته- المبيت معها لأنها وحيدة وتعيش بمفردها، فنشأت علاقة »حمراء سريعة« بين الاثنين وصلت حد حيازة الشاب على نسخة من مفاتيح بيت الضحية واصطحاب المتهم (ب. ي) بعض أصدقائه قصد إشراكهم في »الجلسات الليلية الحمراء« إلى غاية وصول اليوم الموعود الذي رافق فيه المتهم الثاني المدعو(ك. ع)، 48 سنة، تاجر خمور وصاحب سوابق عدلية، وبعد لهوه مع الضحية انقلبت الأمور رأسا على عقب بعد خلاف معها عندما رفضت متابعة السهرة مع المتهم الأول، مهددة إياه بخنجر سرعان ما تحول إلى سلاح ضدها بعدما اقترب منها صديقها الذي كان مخمورا حتى الثمالة ونزع الخنجر من يدها ثم انهال عليها ب 3 طعنات قاتلة على مستوى الظهر قبل أن يعمد المتهم الثاني إلى خنقها إلى غاية التأكد من موتها. بعدها فكر المجرمان في طريقة للتخلص من الجثة وطمس معالم الجريمة نهائيا، ففكر الشاب البهلواني في تقطيع الجثة والتمثيل بها وحرق أصابع اليدين بقصد إتلاف البصمات والشروع في حرق الوجه لكي لا يتم التعرف على هويتها، قبل التوقف بسبب انبعاث رائحة »الشواء« والتوجه مباشرة إلى محطة المسافرين لرمي الجزء الأول من جسد الضحية الممزق وإخفاء الجزء الثاني بحقيبة رياضية داخل حمام منزل الضحية الذي كان المتهم (ب. ي) بصدد تأجيره قبل نقله إلى منزل بحي 300 مسكن سرعان ما عثرت عليه مصالح الأمن. وكانت النيابة العامة طالبت بإنزال عقوبة الإعدام في حق المتهمين قبل أن تفصل هيئة المحكمة بالمؤبد. نصرالدين معمري