مثل ثمانية رجال أغلبهم جزائريون أو من أصول جزائرية، أمام المحكمة الجنائية في باريس، أمس، بتهمة تمويل الإرهاب في ملف قالت السلطات الفرنسية: إنه اختلط فيه الإرهاب بالإجرام والمتعصبون المتدينون بكبار مجرمي ضواحي باريس''. وتربط فرنسا بين الموقوفين وشبكة بريطانية فككت نهاية التسعينيات توبع فيها جزائريون أيضا. تتوجّه الأنظار في العاصمة الفرنسية باريس، إلى محاكمة تمتد على مدار أربعة أسابيع، يتهم فيها ثمانية رجال، يقول الأمن الفرنسي إن زعيمهم من أصل جزائري يدعى واسيني شريفي (36 سنة)، مدان في 2002 بالسجن خمس سنوات بتهمة الاتجار بجوازات سفر مزورة، وبالتواطؤ مع شبكات من المتشددين. ولفت التحقيق الفرنسي في القضية إلى رابط بين شريفي وجزائريين (متشددين) في بريطانيا اعتقلوا من قبل (أم أي 5)، جهاز استخباراتي يتابع ملفات الإرهاب. ويشتبه في أن شريفي كان يملك مطعما في كليشي سو بوا (ضاحية شمال باريس) واسمه ''روندي-فو جورمان''. وفي تقارير الأمن، فإن شريفي ''كان يستخدم المطعم، وإحدى قاعاته الخلفية قاعدة لوجستية لعناصر المجموعة التي أفادت الشهادات أنهم كانوا يتوعدون الناس ويهددونهم ويتطوعون للاستشهاد''. وفي الملف الذي سيخضع للمحاكمة حتى 28 جانفي الجاري أمام المحكمة الجنائية الخاصة (المكونة حصريا من قضاة مهنيين)، يعتبر الادعاء أن شريفي المدعو''التركي'' هو العقل المدبر لمجموعة ''مجرمين يتوقع أن عمليات السطو التي كانت تقوم بها كانت تستخدم لتمويل تنظيم القاعدة''. وإلى جانب شريفي، يحاكم القضاة ثلاثة متهمين آخرين أحدهم التونسي مراد فريضي (39 سنة) الذي سبق أن أدين ثلاث مرات بالسطو مع استعمال السلاح، والمنوبي بن الحاج إبراهيم (34 سنة) وهو أيضا تونسي والفرنسي هشام الذكوري (31 سنة). ويقع المتهمون الأربعة تحت طائلة الرقابة القضائية لكنهم ليسوا معتقلين. وفي هذه القضية التي تعود إلى 2005 اتهمت المجموعة بالسطو على شركة نقل أموال في بوفيه (شمال باريس) وسرقة أكياس وثائق من موقع نقل طرود (كرونوبوست) في فريتين (شمال). وأشار الادعاء الفرنسي أن حادثة منطقة بوفيه، شهدت وصول ''عصابة السطو وعدد عناصرها ثلاثة أو أربعة وهم مسلحون ويضعون أقنعة في ثلاث سيارات استعملوا إحداها لاقتحام البوابة''، ثم ''فجروا جدار قاعة الصناديق لكن الثقب الذي أحدثوه لم يكن كافيا ليتسلل منه رجل فاضطروا إلى الهرب''. و كان القضاء الفرنسي قد أحال11 مشتبها بعلاقتهم بإرهابيين مفترضين، منتصف ديسمبر 2005، وهم من أصل 28 إلى التحقيق بتهمة الضلوع في قضايا إرهابية، وأطلق سراح الآخرين من دون توجيه أية اتهامات ضدهم بعد احتجازهم القانوني لمدة 96 ساعة. وذكرت مصادر قضائية أنه من المحتمل أن يعرف المشتبهون بعلاقتهم ''غير المباشرة'' بزعماء تنظيم ''قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين'' في العراق. وشكّلت تلك الاستدعاءات والتوقيفات تحركات احترازية من حصول تفجيرات خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية .2006 وخلال فترة التحقيق بحث القضاء طبيعة علاقة واسيني شريفي بشخص ثان يسمى فريد بوكميش، الذي كان موقوفا في بريطانيا بين عامي 1997 و2000، يعتقد بدوره أن علاقاته كانت وثيقة بالجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر سابقا.