أسفر اشتباك عنيف وقع، قبل أيام، بين دورية لحرس الحدود وجماعة مهربين، عن مقتل أحد أفراد حرس الحدود برتبة رقيب، فيما أصيب عنصران أحدهما برتبة نقيب والآخر عريف بجروح، ولم تحدد المصادر التي أوردت الخبر مكان الاشتباك، إلا أنها حددته في المنطقة الممتدة بين بوطبيقة والطاووس، والمعروفة بتضاريسها الوعرة كونها تتميز بمنحدرات شديدة الوعورة وشعاب ضيقة تحفها الصخور الضخمة ومغارات وكهوف وجداول مائية. وعلمت ''الخبر'' أن الاشتباك حدث بعد خروج دورية لحرس الحدود في إطار مهمة ''لم تتحدد طبيعتها''، فوجئ أفرادها أنهم وقعوا ضحية ما أصرت مصادرنا على وصفه ب''كمين مضاد''، بعد وابل الرصاص الذي أمطروا به من طرف المهربين، أردت الرقيب قتيلا على الفور، بعد إصابة مباشرة إثر تعرضه لرصاصة أصابته على مستوى القلب. هذا فيما أصيب نقيب بجروح بليغة وتوصف حالته بالحرجة، فيما كانت إصابة العريف ''خفيفة''. وقد نقل القتيل رفقة الجريحين على متن مروحية عسكرية من منطقة الاشتباك إلى مستشفى بشار العسكري، أين تم تحويل الجرحى على جناح السرعة للمستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة. ويعد هذا الرقيب ثاني عنصر لحرس الحدود يلقى مصرعه في هذه المنطقة، حيث سبق وأن قتل في شهر مارس 2009 رقيب برصاص المهربين، وهو ما يعني أن عصابات التهريب باتت تسلك خيار المواجهة المسلحة، عبر مبادرتها باستهداف دوريات حرس الحدود بهدف بث روح اليأس والانهزام وسط عناصر مجموعات حرس الحدود. حيث لم يعد المهربون يتوانون في استعمال مختلف أنواع الأسلحة ومنها سلاح ''الأفامبيكا''، وهو على ما يبدو ما فرض إقحام الجيش في معركة ملاحقة المهربين بعد أن قامت وحدات الطيران التابعة للجيش الوطني الشعبي في أكثر من مناسبة بقصف قوافل لمهربين، بعد أن فشل خيار الملاحقة البرية معهم.