اعترف الروائي أمين الزاوي أن المثقّف الجزائري والعربي حاليا، تجاوزه الزمن ويعيش بعيدا عن نبض الشارع، قائلا: ''يجب أن يكون المثقّف على علاقة بقراءة الواقع. فقد انتهى عصر المثقّف المتأمل في برجه العاجي''، مضيفا أنه ''لم يبق للسلطات العربية إلا أن تستمع إلى الشارع، لأن شباب اليوم لا يؤمن إلا بالملموس''. ردّ، أول أمس، الروائي أمين الزاوي عن سؤال ''الخبر''، حول قراءته للأحداث، التي يعيشها العالم العربي وغياب المثقّف عنها، قائلا: ''يفرض علينا الشارع اليوم، قراءة كتاب جديد وهو كتاب الأزمة، يجب أن نعيد النظر في مفهوم المثقّف''، مضيفا أن المثقّف العربي ما زال مرتبطا بقواعد المثقّف الكلاسيكي الذي يعتقد أن الشارع هو تلويث لسمعته وشخصه وهيبته. واعترف أمين الزاوي أن الأحداث الأخيرة، فرضت نظريات جديدة لمعنى علاقة المثقّف بالسلطة والشارع، ونوعية المثقّف الذي نحتاج إليه الآن، مؤكدا أن العصر الحالي طوى صورة المثقّف الكلاسيكي في العالم العربي . وعلّق صاحب رواية ''غرفة العذراء المدنّسة''، في تصريح ل''الخبر''، على هامش ندوة من تنظيم ''جمعية الكلمة للثقافة والإعلام''، على الأحداث الأخيرة بأن ''ما حدث كان متوقعا''، متأسفا ''لوجود مثقفين كلاسيكيين، لا يريدون التجاوب مع واقع سبقهم''. وقال الزاوي عن ثورة الأنترنت والشبكات الاجتماعية، وتأثيرها في الأحداث كوسيلة اتصال وإعلام حديثة، إن الشباب البطال ''استفاد من البقاء في مقاهي الأنترنت واستغلال التطور التكنولوجي، فاكتشف أنها ستفتح له الحلم، من أجل طرح قضيته على المسؤول الغائب، وقد أعطت نتائج مهمة''. أما عن كيفية التعامل مع نهضة الشارع العربي، فأكد الزاوي أنه ''لم يبق للسلطات العربية إلا أن تستمع إلى الشارع الاستماع الحقيقي، وتدرك أن الخطب المنفوخة لا جدوى منها، لأن شباب اليوم لا يؤمن إلا بالملموس، وما يلبي حاجاته ويحفظ كرامته، من عمل وسكن وغيرهما''. في الأخير، توقف الزاوي عند نقطة يرى أنها أساسية، وهي أن الشباب الجزائري يحب وطنه، قائلا ''انه يعشق الجزائر، لكن بطريقته الخاصة، وعليه أن لا يصادر هذا العشق، فالشباب الجزائري يحس أن الحلم اغتصب منه، وهذا ما أحدث الانفجار''، ليخلص إلى أن المطلوب من الدول التي تحرك فيها الشارع، ''أن تقرأ الشعارات واللافتات، وتستمع للهتافات والأغاني، لأنها أهم برنامج سياسي واجتماعي تتبناه''.