تحالفت عصابات المخدرات مع الجماعات الإرهابية من أجل الوصول إلى هدف واحد هو جمع المال واستعماله في العمليات الإرهابية، فقد ذكرت صحيفة الديلى تليجراف أن عصابات المخدرات بأمريكا الجنوبية تمد إرهابيي تنظيم القاعدة بملايين الدولارات، ليضمنوا لهم تهريب الكوكايين بشكل آمن عبر شمال أفريقيا وأوروبا. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن متمردين على دراية بالتضاريس القاحلة للصحراء، عقدوا صفقات يقوم الإرهابيون منهم بموجبها بتوفير الأمن لتجار المخدرات مقابل الحصول على نسبة من الأرباح. ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن هؤلاء الإرهابيين ينتمون إلى الجماعة التابعة لقاعدة المغرب، والتي خطفت من قبل مجموعة من الغربيين، وحذروا من استخدام القاعدة لتلك الأموال التي يجمعونها من تجار المخدرات، في تجنيد عناصر جديدة والتخطيط لهجمات إرهابية على البلدان الأوروبية. وأشار أوليفييه جويتا، مستشار الشؤون الخارجية ومكافحة الإرهاب بكولومبيا، إلى أن القوات المسلحة الثورية بكولومبيا، والجماعة الماركسية المتمردة، تمثل القوة الدافعة وراء الاتفاق مع ''قاعد المغرب''. إلى ذلك كانت الاستخبارات البرازيلية قد كشفت ماي الماضي بعد تحريات أجرتها الشرطة الفدرالية أن اعترافات المشتبه بهم في الاتجار بالمخدرات محاولة تهريب نصف طن من الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى مالي معقل التنظيمات الإرهابية في الساحل ومن تم بيعها في أوروبا، وهذا بعدما قد تأكد فعليا من ارتباط تنظيم ما يسمى بقاعدة المغرب بتجارة المخدرات وخاصة الكوكايين، وذلك من خلال حمايتها لقوافله التي تمر عبر المغرب في اتجاه إسبانيا وباقي الدول الأوروبية. وأشار مكتب ''أنترناشنال ناكروتيك أند لوا إنفورسمنت أفيرز'' التابع للخارجية الأميركية في ''تقريره السنة الماضية حول إستراتيجية مراقبة المخدرات في العالم، أن شبكات الجريمة المنظمة حولت اسبانيا إلى بوابة رئيسية في أوروبا لجلب شحنات غير مشروعة من الكوكايين والقنب الهندي. وأشارت الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات إلى أن الكوكايين الكولومبي يرسل إلى شمال إفريقيا تحديدا المغرب والجزائر ثم يتم تهريبه إلى اسبانيا''. وركز التقرير على المغرب نظرا لاعتباره منطقة خصبة لإنتاج وتهريب المادة إلى دول مغربية أخرى. وأوضحت المنظمة، في تقريرها، أن الكميات المحجوزة من مستخلص القنب الهندي ارتفعت سنة 2007 بشكل ملموس، في المغرب، بحيث انتقلت من 89 طنا سنة 2006 إلى 118 طن سنة,2007 في حين ارتفعت الكمية المحجوزة من عشية هذا المادة من 60 طنا سنة 2006 إلى 209 أطنان سنة .2007 ويقول الخبراء إن الجماعات الإٍرهابية تؤمن قوافل المخدرات من أمريكا اللاتينية في إطار تحالف ''شيطاني'' من أجل ربح المال وتمويل أعمالها الإجرامية.