كرمت السلطات الفرنسية، نهاية الأسبوع، بضواحي باريس، رجل الأعمال الجزائري السيد جيلالي مهري بمنحه وسام فارس الشرف، باسم رئيس الجمهورية الفرنسية، اعترافا بالأعمال الإنسانية الاجتماعية التي قام بها بفرنساوالجزائر وأيضا اعترافا بمجهوداته ومساعيه كرجل سلام التي كللت قبل سنوات بإنهاء نزاعات مسلحة في القارة الإفريقية. مراسم تقليد رجل الأعمال الجزائري السيد جيلالي مهري، البالغ من العمر 74 عاما، وسام فارس الشرف، تمت خلال حفل نظم بإقامة مهري نهاية الأسبوع في ''بريبوا'' بمنطقة ''اورجريس'' بباريس، عدة شخصيات فرنسية إلى جانب عميد المسجد الكبير لباريس السيد دليل بوبكر ورشيدة داتي. واللافت، أنه لأول مرة وعلى غير العادة تخرج وتنتقل عملية التكريم والتشريف من قصر الاليزيه، حيث الأضواء وأعين الصحافة، إلى مقر مهري في بريبوا، ما يترجم بالتالي اعتراف الفرنسيين بالأعمال التي قدمها الرجل، ولاسيما أن كبير مستشاري عمادة جوق الشرف الذي منح بنفسه وسام فارس الشرف لجلالي مهري، قال في كلمته بالمناسبة ''إنه لمن الغبطة والمتعة بالنسبة لي أن أكون حاضرا في إقامته هنا في بريبوا، فإذا قمت بهذا التنقل المتميز لهذا المكان، فلأن السيدين بوكال وبيليسون اللذان هما عضوان في عمادة جوق الشرف قد كلمني كل واحد منهما عن مهري''. وقدم كبير مستشاري عمادة الجوق، السيد جيلالي مهري على أنه شخصية متعددة، من جانب كونه رجل أعمال حقق نجاحات باهرة في ميدان الاستثمار عبر أنحاء العالم، فضلا عن كونه شخصية قدمت أعمالا إنسانية خيرية واجتماعية للإنسانية في فرنساوالجزائر. وقال في هذا السياق'' نحن نتذكر جميعا بأنه خلال سنة 1985 أعاد السيد مهري مؤسسة شافوطو ايموري إلى النشاط بعدما أعلنت إفلاسها، حيث اشتراها وأنقد 4000 عامل من البطالة.'' كما انه قام في إطار استثماراته بالجزائر، يضيف ''ساهم بشكل واسع في تنمية هذا البلد الصديق واستدل على ذلك بعقد الشراكة الموقع مع مجموعة ''آكور'' لإنشاء سلسلة من الفنادق مع 36 مؤسسة. ولا تتوقف إسهامات الرجل عند هذا الحد، حسب ما يشير إليه المتحدث، بقدر ما كان له دور اجتماعي وثقافي ولا يزال، حيث في إطار جمعية ''الضاوية'' التي تحمل اسم أمه، يقوم بعمل متعدد الأشكال والأبعاد للتكفل بالأطفال الذين لهم أمراض خطيرة، فضلا عن مساعدة العائلات المعوزة، وتجهيز عدد من المستشفيات بالجزائر بالمعدات، ولاسيما أن رئيس الجمعية يؤكد أن مهري سلم 10 أجهزة سكانير لهذه المستشفيات. أما من الناحية الثقافية، فأشار إلى أن مهري قدم منح للطلبة المتفوقين قصد مواصلة دراستهم في الخارج، وقدم إعانات لترقية أعمال عدد من الرسامين من أصول مغاربية تخليدا لذكرى إتيان ديني الذي ما يزال متأثرا به. كما أنه قام بتمويل أشغال ترميم مقر السيدة الإفريقية بالعاصمة بطلب من الأسقف هنري تيسيي، فيما كان وراء إنشاء وتمويل جمعية أصدقاء مسجد باريس. أما من الناحية السياسية، فقد قدمه المتحدث على أنه رجل سلام وأحد أصدقاء فرنسا، على اعتبار أن الرجل أشرف على تنظيم مفاوضات سرية بإقامته في بريبوا دون علم الفرنسيين بين الرئيس الليبي معمر القذافي وحسين هبري رئيس التشاد، توجّت بالاتفاق الإطار الذي يقضي بتسوية النزاع المسلح بين البلدين سلميا، سنة 1989، فوضع بالتالي حدا للنزاع المسلح الذي دام 15 عاما حررت على إثره عددا كبيرا من السجناء الفرنسيين. ولهذه الأسباب، يضيف كبير مستشاري جوق الشرف ''أجد نفسي مسرورا لأقلدك باسم رئيس الجمهورية الفرنسية وسام فارس جوق الشرف''. ونعته بالرجل الذي لم ينهزم ويفشل في الوقت الذي فشل وانهزم فيه الرجال. وأشار جيلالي مهري في كلمته التي شكر من خلالها كل الأطراف التي آزرته في تحقيق نجاحاته بدءا من والديه إلى عائلته وأقاربه إلى شركائه في مشاريعه، إلى أن إتيان ديني الذي تلقى نفس وسام الشرف سنة 1896 فهم أن الفوارق الموجودة بين البلدين لا تمثل تهديدا لكليهما، ولكن فرصة لاغتناء كل طرف من الآخر. ولذلك، قال مهري: ''أنا مقتنع بأنه منوط بنا نسج علاقات ثقة ضرورية من اجل تنمية منسجمة للعلاقات بين الجزائروفرنسا''.