صدر هذا الأسبوع بباريس، عن منشورات ''آرل'' كتاب جديد للمؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، بعنوان ''الجزائر..1954 1962 -''. وكتب ستورا في مقدمته أنه ''حان الوقت للانتقال من الذاكرة المؤلمة إلى التاريخ المكتمل''. ويسعى ستورا بفضل كتابه الجديد، الذي ألفه بالتعاون مع ترامور كينمور، لتحقيق ما يسميه ''التعايش بين الذاكرتين الجزائرية والفرنسية''. علما بأن ستورا ولد بقسنطينة سنة 1950، وغادر الجزائر رفقة عائلته سنة ,1962 وهو أحد المؤرخين القلائل الذين يحظون بالإجماع من قبل القراء في الجزائروفرنسا. يضم كتاب ستورا الجديد، مجموعة من الوثائق والنصوص المتعلقة بحرب التحرير، من الجانبين الجزائري والفرنسي. وذكر ستورا في المقدمة أن فتح الأرشيف الفرنسي الخاص بحرب التحرير سنة 1999، قد فتح المجال أمام المؤرخين للبحث عن نصوص ووثائق جديدة تقدم قراءات مغايرة. ويعتقد المؤلف أن الجانب الفرنسي مازال يصعب عليه قبول النظر إلى ماضي فرنسا الاستعماري نظرة موضوعية، مضيفا أنه في وضعية اكتشاف كثير من القضايا التي يمكن إدراجها ضمن خانة الطابو، موضحا أن نفس الظاهرة نجدها لدى الطرف الجزائري. ويقدم ستورا في كتابه، نصوصا شكلت منعرجا حاسما في تاريخ حرب التحرير، منها نص الخطاب الذي ألقاه الجنرال ديغول يوم 4 جوان 1958، بعنوان ''لقد فهمتكم''، إضافة إلى نصوص ووثائق تعبر عن نفسية الجندي الفرنسي خلال الحرب.