استبق الشباب البطال في بجاية الزمن بخروجهم إلى الشارع في مظاهرتين احتجاجيتين قبل الموعد المحدد لمسيرة 12 فيفري، الأولى سجلت ليلة أول أمس في بلدية أقبو والثانية صباح أمس في خراطة، شارك فيها مجموعة من المحامون، رفع خلالها المحتجون مطالب اجتماعية تتمثل في توفير مناصب شغل ومساكن لهم ورحيل المسؤولين المحليين وحل المجالس المنتخبة. حاول المحتجون في أقبو تخريب مقر أمن الدائرة، كما قاموا برشق مقر المحكمة الذي نالوا منه في احتجاجات جانفي الماضي بالحجارة، تعبيرا عن غضبهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها في ظل البطالة وأزمة السكن وانعدام الحريات، حيث أضرم هؤلاء النار في العجلات المطاطية وأغلقوا الطرقات في وسط المدينة التي خليت من المارة، إلا أن الطريقة الحذرة التي واجهتهم بها مصالح الأمن سارعت في امتصاص غضبهم، ليعود هؤلاء أدراجهم مع الإعلان عن نيتهم تنظيم مسيرة مماثلة يوم غد استجابة لنداء الحركة من أجل التغيير والديمقراطية، علما أن أقبو شاهدت في اليوم نفسه محاولة انتحار عامل في الأربعين من العمر في أروقة البلدية بعدما أقدم على إضرام النار في جسمه احتجاجا على عزوف رئيسها (البلدية) عن تحويله إلى منصبه الأصلي، وهو ما دفع الأخير إلى الإعلان مرة أخرى عن الاستقالة التي تراجع عنها بعد اتهامه من طرف الوالي بالتحريض على أعمال الشغب. وفي خراطة، أقدم الشباب الغاضب على تنظيم مسيرة انضم إليها عدد من المحامين للمطالبة باحترام الحريات الفردية والجماعية، ورفع حالة الطوارئ مع تغيير النظام، قبل أن يتولى الشباب لوحدهم زمام الأمور بغلق الطريق الوطني رقم 9 الرابط ما بين بجاية وسطيف، مطالبين في الآن ذاته بحل المجالس المنتخبة، وبرحيل كل المسؤولين المحليين من رئيس البلدية إلى الدائرة، وحتى مدير مستشفى خراطة، متهمين إياهم بالفساد وممارسة المحسوبية. وقد دعا البطالون إلى ضرورة فتح تحقيق في كيفية تسيير المال العام في المؤسسات العامة، مع توفير السكن ومنصب عمل لهم، وانتشالهم من مخالب المعاناة والحفرة، كما حاول هؤلاء تخريب مقر الحالة المدنية الذي يعد الهيئة الوحيدة التي نجت في خراطة بعد المظاهرات التي اجتاحت العديد من الولايات، إلا أن تدخل عدد من العقلاء حال دون ذلك.