دعا بعض خطباء الجمعة في مساجد ولايات الجمهورية، وخاصة في العاصمة، المواطنين إلى عدم التجاوب مع نداء ''مسيرة التغيير'' هذا السبت واعتبروا بأن ''الجزائر آمنة، وما عاشته خلال العشرية السوداء لم تعشه لا تونس ولا مصر، وعلى من يريد أن يمارس السياسة أن يبتعد عن البطالين والفقراء''. أطال بعض الأئمة في خطبة الجمعة الحديث، وأجمع أغلبهم على أن ''المسيرة التي يأتينا منها الخراب والعنف واللاإستقرار حرام ولا نريدها''. وأفادت تقارير مراسلي ''الخبر'' بأن ''الأئمة التزموا بتعليمات وزارة الشؤون الدينية والولاة، التي دعتهم إلى تهدئة النفوس وحث المواطنين على عدم الانسياق وراء مسيرة غير مرخصة''. وأفاد إمام مسجد بوسط مدينة عنابة، بأن ''المسيرة لن تأتينا بالجديد، وأنها ستجعلنا نغرق في الدم والخراب الذي عانينا منه لسنوات''. وأضاف ''لا نريد أن تتكرر مشاهد قانون الغاب، والفوضى التي تسود بعد المسيرات التي تدعو للتخريب''. أما خطيب مسجد في وهران، فقالها صراحة ''نحن ضد من يريد أن يزرع الفتنة في الجزائر، ألم نحقق الأمن والاستقرار والنماء؟''، وتابع على منبر المسجد ''نحن لسنا تونس أو مصر، فالديمقراطية التي نتمتع بها لم تشهدها هذه الدول''. وقال خطيب مسجد بالعناصر في العاصمة ''يجب أن نحمد الله على الاستقرار والأمن الذي تتمتع به الجزائر، وإذا سادت الفوضى فسنعود لسنوات الدم والخراب، التي طوينا صفحتها وأصبحنا نعيش في أمن واستقرار''. ولم يخف الإمام الخطيب أن ''هناك بعض النقائص والمشاكل التي يعاني منها الوطن، لكن يجب أن تكون المطالب مشروعة وفي إطارها القانوني''. وأشار إمام خطيب في غرداية ''الله حمى وطننا وأخرجنا من سنوات الدم والخراب، ونحن يجب أن نحافظ على هذا الوطن، وأن نتمسك بديننا الحنيف، وألا ننساق وراء من يريدون ممارسة السياسة بالفقراء والبطالين''. واعتبر الأئمة في خطبهم، التي كانت تحمل رسالة واحدة مفادها أن ''المسيرة التي تأتي في سياق الفوضى والعنف واللاإستقرار الذي تشهده مصر وقبلها تونس، لا يمكن أن يتم استغلالها من أجل تخريب ما بنيناه''. وأوضح المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي في تصريح ل''الخبر'' بأن ''الأئمة جزء من المجتمع والمسجد مؤسسة من مؤسسات الدولة، ولهذا يجب أن يلعب دوره في الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن''. وأضاف المتحدث ''نحن نحصي 22 ألف إمام عبر الوطن، وهم واعون بحجم المسؤولية ومن واجبهم أن يدعوا إلى عدم الانسياق وراء من يريدون أن يتلاعبوا باستقرار وأمن الوطن''. يشار إلى أن مصالح الأمن في العاصمة ضاعفت من الحراسة الأمنية حول محيط عدد من المساجد التي تتواجد في الأحياء الشعبية، وهذا تفاديا لأي انزلاق للوضع أو خروج مسيرات عفوية، وقد حلقت الطائرات المروحية فوق العاصمة لمراقبة الوضع قبل وبعد صلاة الجمعة''.