دعا أمس أئمة المساجد في عدد من أحياء العاصمة، الشباب المحتج إلى ضرورة التعقل والحفاظ على الأمن العام وعدم التسرع والانسياق وراء دعاوى التخريب للأملاك العامة والخاصة أو التعرض للأرواح·لم تكن الاحتجاجات التي شهداها العديد من أحياء وبلديات العاصمة، على غرار عدد كبير من ولايات الوطن، لتمر مرور الكرام أثناء خطبة الجمعة أمس، حيث أبدى كل خطباء وأئمة المساجد استنكارا واسعا للانزلاقات الخطيرة التي حدثت ليلة أول أمس في أحياء متفرقة من العاصمة للتنديد بموجة الأسعار التي طالت عددا من المواد الغذائية الكثيرة الاستهلاك كالسكر والزيت والدقيق والبقول الجافة·وتساءل الأئمة في مساجد باب الوادي وساحة الشهداء وشوفالي وبن عكنون والأبيار وبرج الكيفان والحراش والسمار وعين النعجة والقبة، وغيرها، عن الدوافع التي تقف وراء إحراق أو تخريب محلات عمومية أو خاصة والتعرض لممتلكات الناس وترويع المواطنين العزل في أموالهم وممتلكاتهم، مؤكدين أن العنف لا يولد إلا العنف، وأن إيصال صوتهم إلى السلطات المعنية يكون بروح التعقل والهدوء وليس بالتخريب والتكسير·وبلغ استياء الأئمة أشده عندما تطرقوا إلى مشاركة الصغار في هذه الاحتجاجات التي كانت شرارتها مشروعة، قبل أن يستغلها المنحرفون وترويع الناس ونهب ممتلكاتهم، في وقت غاب ضمير العقلاء من الكبار الذين بقوا مجرد متفرجين على ما يحدث من دون أن يتدخلوا لتهدئة الأمور، وأقسم بعضهم بأنه لو قاد العقلاء والكبار هذه الاحتجاجات لكان أئمة المساجد في أوائل الصف وهم ''لا يخشون في الله لومة لائم''· وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، قد أمرت الأئمة بأن تكون خطبة الجمعة موحدة، لتغليب العقل والرزينة وتوجيه نداء الحكمة للمحتجين والغاضبين الذين نزلوا إلى الشارع·وانتقت وزارة غلام الله عبارات'' اتقوا الله في أنفسكم·· هذه مدارس أبنائكم ومحلات آبائكم''، ليقيها الأئمة بمساجد الجمهورية على ملايين الجزائريين الذين أدوا صلاة الجمعة في المساجد·كما دعا الأئمة الأولياء إلى تعقيل أبنائهم وطالبوا جموع المصلين بضرورة التحكم في النفس وعدم الانسياق نحو دعوات الفتنة والتخريب التي تسعى إلى زرع البلبلة ونشر الحقد والكراهية وسط الجزائريين· هذا وسيعقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله ندوة صحفية يوم الأربعاء القادم بدار الإمام، تتناول موضوع المواطنة، حيث سيوجه الوزير من خلالها نداء تعقل إلى الشباب الغاضب·