رفض الرئيس الليبي، معمر القذافي، التنحي عن السلطة أو مغادرة ليبيا، وهدد باستعمال القوة ضد المتظاهرين الذين وصفهم بالجرذان، وحذر من حرب أهلية طويلة الأمد في ليبيا في حال استمرت الاحتجاجات والمظاهرات. فيما رد المحتجون على خطابه بالهتافات المناوئة له وضربوا صوره بالأحذية. هدد معمر القذافي بحمّام دم في ليبيا، وأكد في كلمة متلفزة وجهها إلى الشعب الليبي أنه لن يتنحى عن منصبه أو يغادر ليبيا. وقال: ''سأقاتل لآخر قطرة من دمي ومعي الشعب الليبي''، وأنه لن يستجيب لمطالب المحتجين لأنه ''صخرة صماء''.. وأعلن تنفيذ عقوبة الإعدام ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاطه من الحكم، وقال إن ''كل من استعمل القوة ضد سلطات الدولة أو ارتكب فعلا غايته إثارة حرب أهلية سيواجه عقوبة الإعدام''. وأمر قوات الجيش والشرطة باستعمال القوة إذا لزم الأمر لاستعادة الأمن والنظام في البلاد، ونفى استخدام القوة وأنه لم يأمر بعد باستخدام السلاح وإطلاق النار حتى الآن ضد المتظاهرين الذين وصفهم ب''الجرذان''. وقال بشأنهم أنهم مجموعة من ''متعاطي الحبوب يقومون بمهاجمة مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش وإحراق الملفات والوثائق والاستيلاء على السلاح''. وأضاف أنهم ''مجموعات قليلة تناولوا حبوبا مهلوسة أعطاها لهم المصريون والتونسيون للزج بهم في أعمال تخريبية''. وحذر الزعيم الليبي من حرب أهلية قد تدخل فيها ليبيا في حال عدم التوقف عن ممارسة التمرد واللعب بوحدة الوطن. وحذر من الوصول إلى الفوضى مع انقطاع الماء والكهرباء وحرق آبار النفط من قبل المحتجين. واتهم القذافي ''مجموعات تونسية ومصرية بالتحريض على الخروج عن النظام''، وقال إن أجهزة خيانة عربية شقيقة تغدر بالليبيين وتخونهم وتسيء لصورتهم مهددا الليبيين، واتهم أجهزة مخابرات أجنبية تعمل ضد مصالح بلاده، بتدبير الاحتجاجات، وأجهزة إعلام عربية بتشويه الحقائق عن الأحداث في ليبيا. وأعلن القذافي عن سقوط مدينة درنه في أيدي مجموعات إسلامية، وحذر من أن ''أمريكا ستدخل ليبيا بدعوى وجود الإرهاب وأنها ستفعل بالمدن الليبية كما فعلت في الفالوجة بالعراق''. وأكد القذافي، الذي كان يتحدث وسط مبنى دمرته الطائرات الأمريكية في قصفها لبيته في عام 1986 أنه ''لا يمانع في عمل دستور وقانون جديد للجماهيرية الليبية''. ودعا القبائل إلى تشكيل محافظات وبلديات جديدة لإدارة شؤون البلاد ومناصريه إلى الخروج إلى الشوارع للتظاهر والتعبير عن دعمهم له، كما طالب الليبيين بتشكيل لجان لتأمين الشوارع. ودافع القذافي عن نفسه أنه ''مجد لن تفرط فيه ليبيا ولا الدول العربية أو الإسلامية أو العالم''، وأنه واجه قوى الاستعمار الأمريكية والإيطالية وعملائها، وكشف عن اختفاء شريكه في الثورة عبد الفتاح يونس في مدينة بنغازي. وأكد أن مصيره مجهول بعد إطلاق النار عليه من قبل المحتجين، في محاولة منه لإثارة الفتنة القبلية. ورد المحتجون في المدن الليبية على خطاب القذافي بالهتافات المناوئة له والتصفير. ورفع ليبيون محتشدون فى أحد الميادين العامة بمدينة بن غازي الليبية أحذيتهم في الهواء في مواجهة شاشة كانت تنقل خطاب القذافي.