اعتبر المدير العام الأسبق لمجمع سوناطراك السيد عبد المجيد عطار، أنه من الصعب على أية شركة نفطية بما فيها سوناطراك أن تواصل عملها الطبيعي في ليبيا في الظروف الحالية، معتبرا أن الانسحاب طبيعي في انتظار وضوح الوضع، مشيرا إلى أن أسعار النفط لن ترتفع أكثر. وأوضح عطار في تصريح ل''الخبر'' الوضع في ليبيا يتسم بالكثير من الغموض، ومن حسن الحظ أن سوناطراك لم تباشر الإنتاج، وبالتالي فإن وضعها أسهل، وإن كانت كل الشركات والمؤسسات العاملة في ليبيا في نفس الوضعية تقريبا. وأشار عطار إلى أن إجلاء العاملين أمر طبيعي في مثل هذه الحالات، وأن عمليات الحفر كانت تقوم بها فروع سوناطراك أيضا، ممثلة خاصة في المؤسسة الوطنية لإنتاج عتاد الأشغال العمومية، والشركة الوطنية للتنقيب، وقد سهل عمليات الإجلاء قرب المساحات التي كانت تستكشف فيها سوناطراك مع الحدود الجزائرية-الليبية. في نفس السياق، لاحظ مدير عام سوناطراك الأسبق أن كافة الشركات العاملة في ليبيا تواجه مشاكل كبيرة للعمل، وأن هنالك توقفا شبه كلي للإنتاج، مما يخلق وضعا استثنائيا بالنظر إلى الشلل الذي يصيب الصناعة البترولية والغازية. ويسري نفس الوضع على أنبوب الغاز ''غرينسبرين'' الذي يزود إيطاليا بالخصوص في حدود 7 إلى 8 مليار متر مكعب سنويا، والذي توقف، وقد سارعت إيطاليا إلى إيجاد بدائل عن توقف ضخ الغاز الليبي من خلال التعاقد مع غازبروم للاستفادة من إمدادات الغاز الروسي. ويرى عطار أن أكبر المتضررين من توقف الإنتاج والصادرات النفطية والغازية الليبية هي أوروبا أهم زبون لطرابلس، ولاسيما أن النفط الخفيف الليبي يمول العديد من المصافي الأوروبية خاصة في إيطاليا وألمانيا وسويسرا، فإيطاليا تشغل ثلاثة مصاف على الأقل بفضل النفط الليبي، وليبيا مساهمة فيها، كما تسير سويسرا من خلال شركة ''تامويل'' مصفاة واحدة على الأقل، كما تشغل ألمانيا مصفاة هامبورغ من خلال شركة ''تامويل'' بالنفط الليبي. على صعيد آخر، شدد عطار على أن أسعار النفط لن تعرف ارتفاعا أكبر مما تم تسجيله، حيث قدر ما بين 112 إلى 115 دولار للبرميل، مستبعدا تسجيل مستويات قياسية أكبر على غرار ما سجل في 2008، أين بلغ سعر النفط أكثر من 147 دولار للبرميل. أما عن الإمدادات السعودية الجديدة، فإن عطار أكد بشأنها بأنها تتطلب وقتا لتصل إلى السوق، كما أنها لا يمكن أن تكون بديلا مباشرا عن النفط الخفيف، مضيفا أن المادة التي عرفت ارتفاعا كبيرا في معظم البلدان الأوروبية هي البنزين لارتباط النفط الليبي بالمصافي. أما عن تأثير الإنتاج الليبي، فقد اعتبر عطار أنه يبقى متواضعا، ويقدر إنتاج ليبيا ما بين 55,1 و70,1 مليون برميل يوميا، مقابل طلب عالمي ما بين 85 و86 مليون برميل يوميا، أي بنسبة 2 بالمائة، ويظل تأثير الإنتاج الليبي معتبرا في حوض المتوسط.