ثوار بنغازي يرفضون تدخل بريطانيا في الشأن الداخلي لا شيء تغيّر في اليوم العشرين للثورة الليبية، ما عدا تنويع القذافي لوسائل مواجهة الثوار بين الطائرات تارة وبين الدبابات تارة أخرى، فقد شهدت مدينة ''مصراتة''، أمس، يوما عصيبا عقب توغل دبابات ومدرعات بشكل مفاجئ إليها، كما حدث في مدينة الزاوية أول أمس. ويحدث هذا في وقت يستعد الثوار في بنغازي لفتح مطار ''بنينا'' في القريب المنظور أمام الملاحة الجوية. وقال شهود عيان ل''الخبر'' إن مدينة مصراتة خضعت، أمس، لقصف همجي من طرف القوات الموالية للقذافي، حيث دخلت دبابات من عدة جهات لوسط المدينة، واستهدفت المتظاهرين في ميدان التحرير بوسط المدينة. وقال جمال سالم المصراتي، أحد أعضاء اللجنة الإعلامية في مصراتة ل''الخبر''، إن ''خمس دبابات مدعومة بوحدات من المشاة دخلت المدينة من عدة جهات وبدأت قصف السكان بالقذائف''. وخلال المواجهات التي دامت ساعات تمكن الثوار، بحسب المتحدث، من ''قتل تسعة جنود وأسر عدد آخر منهم في كتائب القذافي، فيما فرّ آخرون''. ووصف جمال المصراتي أجواء المدينة في المساء فقال ''الناس خرجت للشارع احتفالا بهزيمة كتائب القذافي''. وسألت ''الخبر'' المتحدث عن كيفية الحصول على السلاح، فأجاب إن ''الثوار يتوفرون على أسلحة خفيفة، ولكن هناك أسلحة أخرى تم تحصيلها بعد القضاء على عناصر الكتائب الأمنية التي حاولت منذ أيام الاستيلاء على مصراتة''. وحصلت ''الخبر'' على فيديوهات صورها نشطاء اللجنة الإعلامية بمصراتة، تظهر حرب شوارع حقيقية ويدوي فيها صوت الرصاص ويردد فيها السكان نداءات ''الله أكبر'' وشعارات جهادية. وأظهر فيديو آخر قيام مواطنين بالاستيلاء على الذخيرة الحربية الثقيلة. وفي مدينة ''راس لانوف'' المحررة، استهدفت غارة جوية ثانية، صباح أمس، معسكراً للثوار كان مقر كتيبة سابقا في شرق المدينة، وكانت طائرة حربية سبقت الغارة الثانية بهجومها على رأس لانوف محدثة حفرتين انبعث منهما دخان قرب نقطة تفتيش يسيطر عليها الثوار. ورد الثوار بإطلاق النار من بطاريات مضادة للطيران، وهو ما أحدث حالة خوف لدى السكان، حسب ما ذكرته تقارير صحفية. وتعرضت مدينة الزاوية مجددا لقصف عنيف من قبل قوات القذافي، في حين أعلن الثوار انسحابهم من بلدة بن جواد التي تبعد 90 كلم شرق مدينة سرت بعد معارك عنيفة. وقال شهود عيان لقناة ''العربية'' إن القوات الموالية للعقيد القذافي المتمركزة في محيط الكلية الجوية خارج مصراته شرق طرابلس انسحبت خارج المدينة، بينما أعاد بعضها التمركز بين مصراته ومدينة زليطن القريبة من العاصمة، وهو ما يؤشر، بحسب الشهود، إلى إمكانية اندلاع معركة كبيرة على مشارف العاصمة طرابلس. ويتحدث الخبراء العسكريون عن مساحة على شكل مثلث يقع بين مدن طرابلس وسرت وسبها، ما تزال تخضع للعقيد معمر القذافي فقط. وفي سياق الحرب الإعلامية، بث التلفزيون الحكومي الليبي أخبارا عن توجه قوات القذافي لمدينة بنغازي معقل الثوار، لكن الثوار يتحدثون عن استعدادات تجري لإعادة فتح مطار ''بنينا'' الدولي أمام الملاحة الجوية في الأيام المقبلة. ولم يشهد المطار قتالا بين الثوار المطالبين بالحرية في ليبيا وأنصار القذافي، ولم يتضرر أي جزء منه سوى قاعة كبار التي كان يستخدمها الزعيم الليبي. وعادت بنغازي، أمس، إلى واجهة المشهد في ظل الحديث عن توقيف فريق من البريطانيين، تضاربت الأنباء بشأن هويتهم. فبينما قال وزير الدفاع البريطاني إنهم فريق دبلوماسي، كشفت صحيفة ''الفاينانشل تايمز'' بأنهم من القوات الخاصة البريطانية وكانوا في مهمة سرية تهدف لمساعدة معارضي العقيد معمر القذافي. وفي وقت لاحق، أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هوغ أن الفريق غادر ليبيا، بينما أعلن الثوار أنهم رفضوا الحديث إليهم.