انهار صبيحة أمس، جزء كبير من مبنى قصر العدالة السابق بوسط مدينة بجاية. وهو ما تسبب في إحداث هلع كبير وسط العائلات المقيمة في العمارات المجاورة للمبنى المنهار خشية حدوث انهيار مماثل في بناياتها. وهو ما تطلب من مصالح الحماية المدنية اتخاذ الإجراءات الاحتياطية لتجنب وقوع كارثة أخرى من خلال مساعدة بعض العائلات في إخلاء سكناتها ولو بصفة مؤقتة. و حسب رجال الحماية المدنية والأمن الذين سارعوا إلى تطويق القصر السابق للعدالة، فإن الحادث لم يخلف لحسن الحظ أي خسائر بشرية. وقد صدم الحادث بالدرجة الأولى رجالات الثقافة والفنون؛ حيث صنفته وزيرة الثقافة ضمن المعالم الأثرية والتاريخية لمدينة بجاية. وهو ما جعلها تقرر تحويله إلى ملحقة لمدرسة الفنون الجميلة وتخصيص مبلغ مالي ضخم لترميمه وتدعيم قواعده بعد أن أكد خبراء مركز مراقبة البناءات أن المبنى مهدد بالانهيار. وللتذكير، فإن المبنى الذي يعد تحفة معمارية رائعة بناه الفرنسيون سنة 1928، وبعد الاستقلال تحول إلى قصر للعدالة إلى غاية سنة 1998 لما تقرر بناء قصر جديد للعدالة وظل عرضة للإهمال إلى يوم انهياره. وقد طالب دعاة حماية الآثار والمعالم التاريخية من والي بجاية فتح تحقيق معمق لكشف المتسببين في حرمان بجاية من أجمل تحفة معمارية، ويتهم هؤلاء مكتب الدراسات والمقاولة المكلفة بأشغال الترميم بتحمل جزء كبير من المسؤولية، خاصة أن المقاولة المكلفة بتدعيم قواعد البناية تأخرت كثيرا في مباشرة الأشغال.