خرج مئات الآلاف من المحتجين اليمنيين أمس، الجمعة التي تنوعت تسمياتها بين الغضب والصمود في عدد من المدن، رافضين مبادرة الرئيس صالح المتضمنة إصلاحات دستورية، ومنددين باستخدام العنف ضد المعتصمين في ساحات التغيير والحرية. وتوافد عشرات الآلاف من المحتجين إلى ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء لأداء صلاة الجمعة مرددين شعارات تطالب برحيل الرئيس صالح؛ حيث أعقب الصلاة تشييع جثمان الشاب عبدالله الجائفي الذي توفي الثلاثاء الماضي اثر اعتداء أمني على المعتصمين بالرصاص الحي. ودعا خطيب الجمعة الشيخ عبد الوهاب الديلمي المعتصمين للثبات والصمود حتى رحيل النظام، مؤكدا أنهم في ساحة جهاد ورباط متى ما كانت نواياهم مخلصة، مشيدا بالمعتصمين الذين لم ينجروا وراء الاستفزازات التي يقف وراءها من يريدون الفتن. وقال أحد الشباب الثائرين محمد علي ودف ل''الخبر'' إن شباب الثورة سيستمرون في الاعتصامات وعمليات الاحتجاج حتي بعد رحيل الرئيس صالح عن الحكم لكي يراقبوا تحقيق أهداف الثورة من ساحة التغيير التي، حسب قوله، سيعتصم أبناؤنا وأحفادنا فيها. وفي المقابل خرج عشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم في العاصمة بمسيرة جماهيرية عقب صلاة الجمعة بميدان التحرير رافعين صور الرئيس صالح وشعارات تطالب بعدم الفوضي والعنف والتمرد على الشرعية الدستورية، مؤيدين مبادرة الرئيس صالح التي أعلنها أمس الأول الخميس، مطلقين على تظاهرتهم ''جمعة التلاحم الوطني''. أما في محافظة عدن فاستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لمنع المحتجين من الوصول إلى ساحة بمنطقة خور مكسر لأداء صلاة الجمعة. وتحدثت مصادر محلية عن إصابة أن أربعة عشر شخصاً جراء الصدامات بين الطرفين، ثمانية منهم تم نقلهم إلى المستشفيات. إلى ذلك قال مصدر أمني يمني إن أربعة جنود قتلوا أمس الجمعة، في هجوم على دورية عسكرية في منطقة دوعن بمحافظة حضرموت من قبل مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر ذاته أن المسلحين أطلقوا عدة طلقات نارية على الدورية العسكرية مما أدى إلى مقتل 4 وإصابة آخرين، متوقعا أن تكون عناصر القاعدة وراء هذا الحادث كونها تحمل نفس البصمات في تنفيذ عميلاتهم الإرهابية.