أصبح قطع الطرقات أمام حركة المرور وتنظيم اعتصامات وحرق العجلات المطاطية، من يوميات ولاية تيزي وزو. وفيما يقول البعض إن هذه الطريقة هي وسيلة الاتصال الوحيدة التي تسمعها السلطات، فإن أطرافا أخرى تقول بأن الأمر ظل موضة يتم اللجوء إليها لسبب أو لآخر. منذ أن بدأ الحراك السياسي بالبلدان العربية وإعلان السلطات الجزائرية إجراءات لتفادي موجة ''ارحل''، لا يمر يوم بتيزي وزو إلا ويتم قطع الطرق في عدد من الأحياء خصوصا على مستوى عاصمة الولاية. وأصبحت التجمعات وتنظيم الاعتصامات أمام مختلف الإدارات والهيئات العمومية ديكورا يوميا، حيث تكاثر عددها إلى درجة اختلاط الشعارات وتداخل المشاركين. وقد تحول مدخل ولاية تيزي وزو إلى مزار لمختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية، مثلما حدث نهاية الأسبوع المنصرم حينما التقى أعوان الحرس البلدي مع مجموعة من المواطنين، يطالبون بإعادة النظر في قيمة تعويضهم عن العقار، وأدى الأمر إلى اقتحام هؤلاء لباب مدخل الولاية وتمكنوا من الولوج إلى هذه الهيئة. أما عن حركة المرور، فقد أقسم العديد من المواطنين على التخلي عن سياراتهم طيلة أيام الأسبوع، كون معظم الأحياء والطرقات أصبحت تغلق من الصباح إلى المساء لحمل السلطات على الاستجابة لمطالب مختلفة وسط قناعة لدى المواطنين بأن قطع الطرقات وإضرام النار في العجلات المطاطية، هو الحوار الوحيد الذي تستمع إليه السلطات. وتتباين وجهات نظر المتتبعين حول هذه الظاهرة، حيث يرجع البعض تصاعد موجات الاحتجاج إلى استقالة السلطات عن الاستجابة لمطالب المواطنين منذ سنين، وهو أمر لا يمكن إخفاؤه. فالعديد من أحياء عاصمة الولاية خصوصا منها تلك الواقعة بالمدينةالجديدة، أصبحت في وضع غير مريح رغم تخصيص الدولة لمبلغ لا يقل عن 64 مليارا لتهيئة الأحياء. لكن المواطنين يتساءلون عن الوجهة التي سلكها هذا المبلغ وهم الذين تتواصل معاناتهم مع الأوحال شتاء والغبار صيفا. أما البعض الآخر، فيقول إن تصاعد موجات الاحتجاج وكثرة الاعتصامات بالمنطقة، قد أفقد هذه الحركات الاحتجاجية تأثيرها وقوتها على السلطات التي أصبحت معتادة على هذا النوع من الحركات، إلى درجة أن بعض المسؤولين بالولاية أسروا إلى مقربيهم بأنهم أصبحوا يتخوفون من الأيام التي ليس فيها احتجاجات؟!! وتشهد مدينة تيزي وزو، منذ مدة، فوضى عارمة لم يسبق لها مثيل، حيث أصبح كل شيء فيها ممكنا ومسموحا به. فالطرقات تحولت إلى أسواق مفتوحة والأرصفة أضحت ملكيات خاصة وقانون المرور في هذه المدينة أصبح آخر شيء يتذكره السائقون وأعوان الشرطة على حد سواء. ويبدو من خلال موقف السلطات أمام ما يحدث، أن المهم في الوقت الراهن أن لا تدخل كلمة ''ارحل'' في قاموس المواطنين، وما عدا هذا فكل شيء ممكن.