يخرج اليوم ملايين المصريين للإدلاء بأصواتهم في التعديلات على الدستور، وسط أجواء بهجة لهذا السلوك الحضاري. ولأن اليوم هو الذي يبدأ فيه المصريون رمي بذور حياة ديمقراطية جديدة من خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية، إلا أن الشارع المصري انقسم بين ''نعم'' و''لا'' حول تلك التعديلات. ويعد هذا الاستفتاء الأول من نوعه الذي يشارك فيه المصريون دون أن تكون نتائجه محسومة سلفا. وقد ظهر هذا الخلاف في خطب الجمعة التي طالبت الجماهير بالخروج للاستفتاء والتصويت فيه. وقد تجسد الخلاف أمس في ميدان التحرير الذي شهد ميلاد الثورة، حيث صلى ما يقرب 5 آلاف غلب عليهم شباب الثورة الذين يدعون لرفض التعديلات الدستورية، وقاموا بطبع أسباب رفضهم، بينما قام شباب جماعة الإخوان بتوزيع مطبوعات تدعو للتصويت الإيجابي، ووزعوا فتاوى منسوبة للشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يطالب فيها الشعب المصري بالكشف عن حقيقته الديمقراطية بأن يخرج للمشاركة في الاستفتاء. وعقب الصلاة هتف المصلون المطالبون برفض التعديلات منها ''لا لترقيع الدستور''، ''يا مشير يا مشير خد قرارك من التحرير''. إلا أن الدكتور نبيل علام عميد معهد الدراسات الإسلامية، والذي خطب الجمعة بالميدان طالب الجميع بالدعوة للخروج والمشاركة في الاستفتاء دون فرض وجهة النظر على الشارع المصري، ودعا الشعب المصري للتفكير جيدا قبل التصويت ب''لا'' أو ''نعم'' حول التعديلات الدستورية المقررة، قائلا ''علينا أن نفكر جيدا في الاستفتاء وما فيه من مكاسب أو أضرار للأمة''، مشددا على ثلاثة مطالب أساسية وهى إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والحفاظ على كرامة الإنسان المصري ووقف العمل بالدستور المصري الحالى''. على صعيد آخر تحول الاستفتاء لدعاية انتخابية من قبل المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، واتفق جميع المرشحين على رفض تلك التعديلات الدستورية، ومنهم الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير وعمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية، وأيمن نور زعيم حزب الغد وهشام البسطويسي قاض، الذين أعربوا جميعا عن مخاوفهم من مساهمة تلك التعديلات في حصول الإخوان على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة. وهو ما يعني وصول الحركة للحكم.