شدّد المجاهد يوسف الخطيب على ضرورة خلق فضاءات للحوار والتواصل ما بين جيلي الثورة والاستقلال، وقال إن حماية الذاكرة الوطنية من التزييف والتعتيم، مرهونة بمصالحة الطرفين. قال يوسف الخطيب، في تصريح ل''الخبر''، إن الحديث عن ذكرى عيد النصر، يعني الحديث عن سنوات طويلة من النضال، موضحا أن تاريخ وقف إطلاق النار عبر كامل التراب الوطني، جاء كنتيجة حتمية للمحطات الكبرى التي طبعت مسار الثورة التحريرية، حيث استخدمت القوات الفرنسية مختلف الوسائل والطرق لإجهاض الثورة والقضاء عليها. وأضاف يوسف الخطيب أن ''ذكرى عيد النصر تضطرنا للوقوف عند مراحل جد هامة، بدءا من سنة 1956 التي شهدت معارك ضارية في عدة مدن كبرى، بعدها إضراب 28 جانفي 1957 الذي دفع الجيش الفرنسي لانتهاج سياسة القمع والقوة التي رفضها كبار المسؤولين الفرنسيين آنذاك''، وذلك على هامش ندوة ''السينما وسيلة لتثمين التاريخ الوطني''، التي تخللت أمس فعاليات الطبعة ال11 من المهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي، بالمركز الثقافي الطاهر جاووت بأزفون، ولاية تيزي وزو. وأفصح الخطيب أنه ''في سنة 1957 اهتدى الجيش الفرنسي إلى خطة عزل جيش التحرير الوطني عن الشعب، كرد فعل على محاولاته الفاشلة، وأما سنة 1958 فقد كانت حربا نفسية، اتبع خلالها أسلوب الدعاية وتكوين الحركى''. معقبا ''وبعد الفشل الذريع الذي لحق بجميع هذه المخططات القذرة، جاء ديغول بأساليب جديدة، منها مشروع قسنطينة الرامي إلى تغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للجزائريين، غير أنه سرعان ما أخذ يقتنع بصمود محاربي الجبال، ما جعله يطبق مشروع شارل سنة 1959، وهو مشروع جهنمي جنّد له قرابة 50 ألف جندي، وسخرت له جميع الإمكانات البشرية والمادية التي من شأنها ثني عزيمة الثوار''. وأشار المتحدث إلى أن ديغول اعترف في 16 سبتمبر 1959 بتقرير مصير الشعب الجزائري، فاختار شعار ''الجزائر جزائرية'' بدل ''الجزائر مستقلة''، حتى يتسنى للجزائر أن تتمتع باستقلال داخلي، ولكن بالمقابل أن تكون على علاقة مع فرنسا. وواصل المتحدث أن ديغول قام بجولة انطلقت من عين تموشنت والعاصمة، غير أنها كانت في صالح الجزائريين، تلتها مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وكذا أحداث 19 مارس 1962 التي أعقبها الاستقلال. ونوه الخطيب بالدور الفعال الذي تلعبه مؤسسة ''ذاكرة المنطقة الرابعة''، للحفاظ على الذاكرة الوطنية، وكذا التواصل ما بين الأجيال. من جهتها، دعت المجاهدة لويزة إيغيل أحريز إلى ضرورة تثمين السياسية السينماتوغرافية في الجزائر، نظرا لما تكتسيه من أهمية قوى في تعرية المستور وكشف الحقائق والوقائع التاريخية كما هي دونما مغالاة أو مزايدة.