انتقد الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، الحالة التي آلت إليها المساجد في البلاد. وقال في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح منتدى شباب النهضة، المنعقد بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، أمس، إن ''المساجد لم تعد تؤدي دورها المطلوب في التوعية والإرشاد الديني''. أوضح ربيعي بأن غياب دور المسجد في حياة الشباب الجزائري والمجتمع بوجه عام، يعود بالأساس إلى ''إبعاد الكفاءات الوطنية وخريجي الجامعات والمختصين في الدراسات الإسلامية عن منابرها، وأسندت بالمقابل إلى أئمة دون أي تأهيل علمي يسمح لهم بتوجيه المصلين''. واستدل ربيعي لتأكيد صحة كلامه بانتشار ظاهرة الانتحار في المجتمع الجزائري. وقال في هذا الخصوص إن ''ظاهرة الانتحار أصبحت خبرا ثابتا في الجرائد الوطنية، كغيرها من الآفات مثل المخدرات والسرقة والغش والفساد ونهب المال العام''، وأن ''المسجد لا يقوم بأي دور في محاربة تلك الآفات''، على حد تعبيره. وبخصوص موجة الاحتجاجات التي تسود عدة مناطق من الوطن، خاطب ربيعي شباب حركته قائلا: ''أنتم اليوم بحاجة أكثر لتعوا أن دوركم أكبر من التظاهر والاحتشاد، وأنتم من يصنع المستقبل وإن أبى أولئك الذين يرفضون التداول على السلطة ومغادرة كراسي الحكم''. وأضاف أن ''الجزائر بحاجة إلى منظومة من الإجراءات والتدبير التي من شأنها أن تجنب البلاد الهزات والاضطرابات، ويأتي على رأسها الإصلاح الشامل للمنظومة القانونية بدءا من تعديل الدستور وانتهاء بتعديل قانوني الأحزاب والانتخابات، بما يوفر الحق في المنافسة الحرة على أساس الرجال والبرامج، بعيدا عن روح الاحتكار والتزوير وفرض الأمر الواقع''. ودعا الأمين العام لحركة النهضة السلطة إلى تجسيد خطابها في الميدان، وبالسرعة المطلوبة والجدية اللازمة، ضمن إطار تشاوري مع الطبقة السياسية وعموم المعنيين بهذه الملفات، وذلك لتفادي ارتفاع سقف المطالب. حيث أشار قائلا: ''ما هو ممكن اليوم ومقبول، قد يكون مستحيلا غدا وغير كاف''.