يحمّل المختصون الاجتماعيون والنفسانيون احتراف الطفل الجزائري للجريمة، من جهة وتعرضه لمختلف أشكال العنف من جهة أخرى، للأسرة التي لم تعد، حسبهم، تلعب دورها في المرافقة الاجتماعية للطفل طيلة مراحل نموه. وفي هذا السياق، قال الأستاذ بجامعة الجزائر 2 المختص النفساني زردومي أمحمد إن غياب المرافقة الاجتماعية من قبل الأسرة والمؤسسات الاجتماعية للطفل في مراحل نموه مع التغييرات التي تعتلي شخصيته، وراء تفشي ظاهرة جنوح الأطفال، مضيفا أن الطفل يتأثر بما تبثه القنوات الفضائية من برامج، ثم يسعى لتجسيد هويته بحثا عن الاستقلالية عن الأسرة والانتماء إلى فضاءات أخرى، ليجد نفسه في أيدي جماعات تحترف الإجرام. ويعد عدم التكافؤ الاجتماعي، والانتقام من بين أهم أسباب تنامي ظاهرة الاختطاف، والجرائم الأخلاقية التي لها تأثيرات سلبية لاحقا على الطفل والبنية الاجتماعية ككل، حيث إن هذه الجرائم تصبح تمارس على أفراد الأسرة، أو العمل وغيرها. من جهته يرى المختص في علم الاجتماع بجامعة البليدة الأستاذ درواش رابح، أن غياب دور الأسرة في احتضان أطفالها وراء احترافهم الجريمة، حيث إن غياب التكامل في الأدوار بين أفراد الأسرة يدفع الأطفال الى الهروب للشارع، ليصبحوا فرائس سهلة للاصطياد من قبل عناصر تحترف الإجرام. كما أن حرمانهم من إشباع حاجياتهم، يدفعهم للبحث عن مصادر أخرى للإشباع ليحتضنهم الشارع ويغرقون في الجريمة، ولا يعودون الى صوابهم إلا عندما يجدون أنفسهم متابعين من قبل القانون، وفي غالب الأحيان يفقدون القدرة على العودة الى المجتمع، لأنهم يشعرون أنهم منبوذون وغير مرغوب فيهم. كما أن ارتفاع معدل الجريمة المنظمة وراء استفحال ظاهرة الاغتصاب والاختطاف، حيث أن الطفل، يقول الأستاذ درواش، أصبح مصدرا للابتزاز من أجل كسب الأموال، ومصدرا للبحث عن اشباع النزوات أيضا.