أوقفت مصالح الأمن في تمنراست في بداية الشهر الجاري مشتبه فيه بممارسة التهريب وحققت معه في موضوع إيداع مبلغ 18 مليون أورو في بنك بإسبانيا، وفتحت مصالح الأمن المكلفة بمتابعة ملف التهريب في الجنوب تحقيقا حول صلة عدد من كبار تجار العملة بمهربي السجائر والمخدرات في الجنوب ومنطقة الساحل. وتشتبه مصالح الأمن الجزائرية في وجود شبكة دولية لتبييض وتهريب الأموال، تنشط عبر عدة دول، وتعمل على تزويد مهربين بالعملات الأجنبية، وأدى إيقاف مشتبه فيه بممارسة التهريب في تمنراست لتوجيه تهمة تبييض الأموال ل3 من تجار العملة، كما تتعقب مديرية الاستعلامات والأمن في الجزائر في إطار التعاون الدولي لمكافحة تبييض الأموال، عمليات نقل غير شرعية لأكثر من 200 مليون أورو إلى فرنساوإسبانيا والبرتغال وسوريا والمملكة المغربية. واستدعت مصالح الأمن في تمنراست 4 أشخاص للتحقيق في قضية إيداع 18 مليون أورو في بنك بمدينة أليكانت الإسبانية، وكشف مصدر أمني بأن المشتبه فيه الرئيسي، ويبلغ من العمر 61 سنة، يواجه طبقا لتقارير التحقيق تهم تبييض الأموال وحيازة أموال مصدرها التهريب. وكانت مصالح الأمن قد تلقت إخبارية في إطار التعاون لمكافحة الإرهاب وغسيل الأموال بين الجزائروإسبانيا، تفيد بإيداع المشتبه فيه لمبلغ 18 مليون أورو في وكالة بنكية بمدينة أليكانت الإسبانية في منتصف عام .2010 ثم قام بسحب 7,2 من حسابه نقلها إلى المملكة المغربية، حيث أودعها في حساب بنكي في الدارالبيضاء، وكان المشتبه فيه قد توبع عدة مرات بتهم تهريب سجائر وحيازة شاحنة بدون وثائق. وكشف مصدر أمني بأن التحريات الأولية لمصالح الأمن تؤكد تورط تجار عملة كبار في عدة ولايات في تمويل مهربي سجائر بعملتي الأورو و الدولار. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن أموال مصدرها غير شرعي تم تهريبها بالتعاون مع تجار عملية، نقلت إلى الخارج لاستثمارها في مجال العقارات، من الجزائر و وهران، وقد أثار شراء جزائريين غير معروفين لعقارات في العاصمة الفرنسية ومدينة مرسيليا انتباه أجهزة الأمن الفرنسية، فبدأت في تعقب العملية، ووصلت التحقيقات إلى أن 300 مليون أورو تم بها شراء عقارات فرنسا و إسبانيا بين عامي 2007 و2008، وأودع جزء منها في بنوك فرنسية وإسبانية لم تدخل أوروبا بصفة شرعية ولم تمر عبر قنوات بنكية قانونية. وتفيد المعلومات المتاحة في الموضوع بأن عملية التحقيق المشترك هي ثمرة التعاون والتنسيق بين أجهزة الأمن الجزائرية والفرنسية، والتي أثمرت قبل عدة أسابيع بإيقاف نشطاء سلفيين اتهموا بالانتماء لتنظيم قاعدة المغرب في إسبانياوفرنسا، وتشتبه مصالح الأمن الجزائرية في انتقال شبكات تبييض أموال تهريب المخدرات والسجائر إلى فرنسا، ولم يسقط المحققون فرضية أن يكون مصدر هذه الأموال صفقات مشبوهة ورشاوى.