يواجه حلف الناتو انتقادات تقودها باريس ولندن تستهدف مستوى عملياته العسكرية في ليبيا، في حين يتواصل القتال بين المعارضة والقذافي للسيطرة على أهم مدينتين هما أجدابيا ومصراتة، هذه الأخيرة التي شهدت، منذ صباح أمس، قتالا عنيفا. وفي سياق الجدل المتواصل حول دور الناتو منذ توليه مسؤولية قيادة العمليات العسكرية في ليبيا، قال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبي، إن حلف الناتو لا يبذل جهدا كافيا لحماية المدنيين في ليبيا، مضيفا أن الناتو مطالب بأن يدمّر المزيد من الأسلحة الثقيلة حول مدينة مصراتة المحاصرة. وصرح وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، من جهته، بأنه لا مستقبل مستقرا لليبيا دون تنحي القذافي، وأن على الناتو أن يكثف عملياته لحماية المدنيين. وردا على ذلك، وصف مسؤول كبير في الحلف الأطلسي أن الحلف يقوم ب''عمل جيد'' في ليبيا، وقال الجنرال مارك فان أوم، قائد العمليات المشتركة في الحلف ''استنادا إلى الوسائل التي نملكها فإننا نقوم بعمل جيد''، مضيفا أن ''الحلف يواصل إضعاف طاقة نظام القذافي على القتال في كافة أنحاء البلاد، عبر التشديد بشكل خاص على ثلاث مدن مهددة أكثر من غيرها هي أجدابيا والبريقة ومصراتة''. وأعلن الجنرال فان أوم أيضا أن مستوى مشاركة كل بلد يعود إلى حكومته، مضيفا ''إذا كنت تملك أكثر تستطيع القيام بما هو أكثر''، إلا أن وزير الدولة الإسباني للشؤون الأوروبية، دييغو لوبيز غاريدو، رأى أن تكثيف حلف الأطلسي لضرباته في ليبيا ''ليس ضروريا''. ميدانيا، قال الثوار إن مدينة مصراتة شهدت مواجهات ضارية، صباح أمس، تمكن خلالها الثوار من صد هجومين للقوات الموالية للقذافي. ونقلت وكالة رويترز عن أحد الثوار قوله إن قتالا وقع في شارع طرابلس الرئيسي بالمدينة، وأن الثوار حافظوا على مواقعهم. ومن جهتها، حذرت السلطات الليبية من أي عملية للاقتراب من مصراتة ''بذريعة عملية إنسانية''. وقالت إنها أبلغت الأممالمتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي بأن عملية من هذا القبيل ''ستواجه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة من الشعب المسلح''. وفي أجدابيا، كشفت مصادر طبية عن مقتل ثلاثة مدنيين بنيران قوات القذافي غرب أجدابيا التي استعاد الثوار السيطرة عليها بعد معارك شديدة. وأعلن التلفزيون الليبي الرسمي أن غارة جوية نفذتها طائرات حلف الأطلسي على مدينة ''كيلكه''، الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة طرابلس، أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين وعدد آخر من أفراد الشرطة.