أشار السيد رشيد أوساسي مسؤول التوزيع بشركة انتراكسبريسو المتخصصة في الصناعة الغذائية وتوزيع القهوة والشاي على هامش الصالون الدولي للفلاحة والصناعات الغذائية بالعاصمة أن عدة عقود بين ممونين ومتعاملين جزائريين لم تتم بسبب فرض الاعتماد المستندي الذي يساهم في بطء التعاملات التجارية وتعقيدها وارتفاع كلفتها. وأوضح نفس المسؤول في تصريح ل ''الخبر'' أن الاعتماد المستندي، ورغم مزاياه في ما يخص شفافية التعاملات، إلا أن غياب أية هوامش وليونة يجعل المستفيدين منه هم البنوك والممونون الأجانب بدرجة كبيرة. بينما تتأثر خزينة الشركات المستوردة جراء ارتفاع الأعباء والتكاليف، وكذلك تأخر وصول المواد الأولية. هذا العامل ساهم، يقول أوساسي، في تردد العديد من المتعاملين في صالون الفلاحة والمواد الغذائية لإبرام عقود رغم الطلبات التي قدمها عدد معتبر من الممونين الأجانب الذين يرغبون في ترسيخ المقاربة التجارية التي تدعمهم بعد إقرار الاعتماد المستندي لأنها مضمونة وغير مكلفة. وأشار أوساسي أن زيادة الأعباء وتأخر تسلم السلع خاصة المواد الأولية والمدخلات تجعل الصناعة الغذائية تتضرر كثيرا، خاصة على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. في نفس السياق، أشار أوساسي إلى أن قراءة متأنية في أسواق المواد الغذائية تفيد بأن مستويات الأسعار ارتفعت بمتوسط يتراوح ما بين 25 و35 بالمائة، بالنظر إلى عدة عوامل منها تأثر محاصيل البلدان المصدرة، مضيفا أن أسعار القهوة مثلا بنوعيها روبيستا وأرابيكا عرفت نفس المنحى التصاعدي، لتأثر صادرات دول مثل كوت ديفوار البرازيل واليمن وفيتنام، وغواتيمالا وكولومبيا وهي أهم البلدان المؤثرة في السوق. وهي أيضا التي تساهم في تحديد مستويات الأسعار. في نفس السياق، شدد أوساسي على ضرورة اعتماد إستراتيجية جديدة وفعالة في مجال الإنتاج المحلي، وضمان توفير منتوج ذي نوعية، لأن السوق حاليا مفتوح ويعتمد التنافس، والأجدر هو القادر على البقاء. وخلص المسؤول نفسه ''لقد اعتمدنا على شراكة مع مجموعة دولية لها خبرة وتجربة، التزمت بتوفير منتوج ذي نوعية وتحويل المعارف وتوفير المصاحبة التي تساهم في توفير قطع الغيار وخدمات ما بعد البيع وتوفير أيضا المادة الأولية. مضيفا القاعدة الأساسية بالنسبة للمؤسسات الجزائرية هي تطوير خدماتها وتدعيم شبكاتها وتوفير منتوج قابل للتموقع والمنافسة، ولكن أيضا توفير كافة الخدمات المصاحبة للزيون لأن المستهلك الجزائري على دراية بالسوق ولديه أيضا بدائل كثيرة مع تحرير السوق''.