استمعت محكمة سيدي امحمد في العاصمة، ولساعة متأخرة من نهار أول أمس، للمتهمين الأربعة في قضية تزوير ختم وزير الرياضة الحالي الهاشمي جيار، جميعهم مدربون في رياضتي الجيدو والكيك بوكسينغ، احتالوا على عدة سفارات بالجزائر، تحت غطاء نادٍ رياضي وهمي يدعى ''إيني فايت'' للمتاجرة ''بالحرافة''. تمسك جميع المتهمين في القضية بالإنكار، حيث صرح المدعو ''ب. ع''، وهو مدرب في رياضة ''الكيك بوكسينغ''، أنه لم يستغل ختم النادي ولم يتلاعب بالملفات من أجل الحصول على الفيزا، مؤكدا أنه سلم ملفا يضم بطاقة تعريفه الوطنية وجواز سفره ومبلغ مالي بقيمة 12 مليون سنتيم للمتهم ''م. خ''، وهو مدرب رياضي أيضا من أجل إجراء تربص في الخارج. مشيرا إلى أن هذا الأخير تربطه علاقة، كما قال، بضابط شرطة استغرب سبب عدم الاستماع لأقواله أثناء التحقيق، بحكم أنه كان يتسلم الملفات ويسعى لتسهيل إجراءات السفر للمدربين. أما شريكه المتهم ''م. ن''، وهو بطل في رياضة الجيدو، فقال إنه اكتشف وجود وثائق مزورة ضمن الملفات، وكان بصدد إيداع شكوى لدى مصالح الأمن، لولا أنه، ولسوء حظه، كان محبوسا بالمؤسسة العقابية ببجاية في قضية ضرب وجرح عمدي، بينما تمسك باقي المتهمين بالإنكار، ليلتمس لهم وكيل الجمهورية 5 سنوات سجنا نافذا، فيما أجل النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل. وجاء تحريك القضية، بناء على شكوى رفعها وزير الشباب والرياضة الحالي، الهاشمي جيار، ضد المتهمين الأربعة، وهم مدربون في رياضتي ''الجيدو'' و''الكيك بوكسينغ''، الذين قدموا ملفات مزورة أمام سفارت فرنسا وبريطانيا والتشيك بالجزائر، تحت غطاء نادٍ رياضي وهمي، يدعى''''إيني فايت''، واستطاعوا من خلاله أن يتاجروا بالحرافة. وكان المتهمون الأربعة، حسب ما كشفه التحقيق، يشترطون على كل راغب في الهجرة وبلوغ الضفة الأخرى، أن يدفع لهم مبلغ 3 ملايين سنتيم، أو ما يقابلها من العملة الصعبة مقابل الحصول على ''الفيزا''. كما أثبتت تحريات الشرطة في القضية، أن المتهمين الذين ينحدر أغلبهم من ولاية بجاية، قاموا بتزوير جميع الوثائق اللازمة لملفات الحصول على ''الفيزا''، منها أوامر بالمهمة صادرة باسم الوزارة، إضافة إلى شهادات اعتماد وشهادات رياضية وشهادات تكفل بالخارج، تحمل جميعها أختاما مقلدة لوزارة الشباب والرياضة، بما فيها توقيع الوزير الهاشمي جيار، وذلك بالتواطؤ مع صاحب آلة للطباعة وجهاز ''سكانير''، استعملت في نسخ أوراق الملفات المذكورة. ومن أهم ما كشف عنه التحقيق، حول هذه الجمعية الوهمية، أنها طلبت من سفارة بريطانيا حوالي 25 تأشيرة و15 تأشيرة دخول إلى فرنسا، إلى جانب 19 تأشيرة دخول إلى التشيك. كما أنهم أدرجوا ضمن الملفات عددا من الرياضيين المعروفين، لتحقيق مبتغاهم. ووجهت للمتهمين الأربعة تهم تتعلق بتكوين تكوين جماعة أشرار وتقليد أختام الدولة، عن طريق تزوير ختم وتوقيع وزير الشباب والرياضة ''الهاشمي جيار''، وكذا جنحة الغش والتزوير واستعمال المزوّر في أوراق رسمية، علما أن غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الجزائر كانت قد أفادت 27 متهما تمت متابعتهم بجنحة استعمال المزوّر بانتفاء وجه الدعوى، كونهم أصحاب الملفات المودعة لدى الجمعية الوهمية.