اعتبر فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، أمس، أن ''الإصلاح الحقيقي يجب أن ينطلق من الاهتمام الحقيقي بالشباب وليس لمجرد شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع''. وقال إن الشباب الجزائري ''يريد الكرامة والتمتع بحقوقه السياسية والمدنية وبحقه في المواطنة الذي يعطيه الحق في تنصيب من يحكمه وفي عزله بالطرق السلمية''. سجل فاتح ربيعي، في لقاء اللجنة الوطنية لممثلي شباب النهضة عقد بمقرها بالعاصمة، أن هذا المسعى ''لا يتحقق دون إصلاح سياسي حقيقي يكون فيه الشباب عنصرا مهما وأساسيا''، مبرزا في هذا الصدد ''جميل أن نتحدث عن تعديل المنظومة القانونية باعتبارها منظومة أزمة، ولكن الأفضل أن نوضح آلياتها ونحدد زمنها وألا نوكلها لجهات غير مؤهلة أو غير مقتنعة بضرورة الإصلاحات''. وفي منظور المتحدث ''لا معنى لإصلاحات سياسية عميقة وشاملة تشرف عليها الحكومة الحالية والبرلمان الحالي، فكلاهما فاقد للشرعية والمصداقية''. ومن هذا المنطق جدد ربيعي مطلبه ''بحل البرلمان وذهاب الحكومة إن أردنا الإصلاحات أن تكون حقيقية وتؤدي غرضها وأهدافها''. ولم يخف الأمين العام لحركة النهضة قلقه ''من أن تكون هذه الإصلاحات مجرد ذر للرماد في العيون، ومكمن الخشية أن تلتف الجهات الرافضة للإصلاحات عليها وتفرغها من محتواها، كما التفت في يوم من الأيام على مشروع المصالحة الوطنية وأخرجته في قالب استئصالي فبقيت دماء الجزائريين تسيل إلى يومنا هذا''. وحذر ربيعي بأن الجزائر ليست في منأى عما يحصل في محيطها العربي، ما يحتم، كما قال: ''ضرورة المسارعة في الإصلاح من خلال توفير شروطه وأجواء نجاحه''. مشيرا إلى ''أن أي إخفاق في تحقيق ذلك يتحمّل مسؤوليته الرافضون للتجاوب مع مطالب الشعب والطبقة السياسية الجادة''، داعيا إلى ''ضرورة أن ترافق الإصلاحات تجاوبا حقيقيا واستماعا جديا من طرف السلطة للانشغالات الاجتماعية التي ترفعها قطاعات متعددة وذلك بفتح حوار لمعالجة القضايا المطروحة''.