انتقد، أوّل أمس، الكاتب والباحث جيلالي ساري، اقتصار ترميم المعالم الأثريّة على المناسبات، مؤكّدا في تصريح ل''الخبر'' على هامش توقيع كتابيه ''تلمسان الزيانية'' و''تلمسان ونخبها''، بمكتبة العالم الثالث، بأنّ كثيرًا من المعالم التي كانت تزخر بها ''عاصمة الزيانيين'' تعرّضت للاندثار، إمّا عمدًا خلال فترة الاحتلال الفرنسي، كما هو الحال بالنسبة للمدرسة التاشفينية أو بسبب الإهمال، بعد الاستقلال. صدر الكتابان عن دار ''القصبة'' بمناسبة تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''. ويتناول الكتاب الأوّل تاريخ مدينة تلمسان من خلال النقوش المحفورة على شواهد القبور والكتابات المدوّنة على أهم معالمها الأثرية من مساجد وجامعات، على غرار المسجد الأعظم الذي يحمل اسم ''سيدي بومدين'' ومسجد الملك حمو التلمساني المعروف باسم ''جامع سيدي بلحسن''، والذي حوّلته سلطات الاحتلال الفرنسي إلى مخمرة، قبل أن يتحوّل بعد الاستقلال إلى متحف لحفظ المخطوطات. كما يفرد قسما خاصا بالقصائد التي تغنّى فيها الشعراء بالمدينة. بينما يستعرض الكتاب الثاني نماذج لنخب تلمسان الفكرية والعلمية والسياسية خلال الفترة الاستعمارية، مثل الكاتب محمّد ديب والكولونال لطفي والشيخ شعيب أبو بكر الذي مثّل الجزائر وتونس في مؤتمر الاستشراق بالسويد العام .1889 ومازال المكان الذي عاش فيه يُسمّى ''درب القاضي'' باعتبار أنه كان يحمل لقب قاضي القضاة، وكذا عبدالرحمان بوشامة، وهو أول مهندس معماري في الجزائر، والذي صمّم عددا من البنايات الرسمية للدولة الجزائرية، كوزارة العدل بالأبيار، إضافة إلى مسجد بولوغين الذي بناه لجمعية العلماء المسلمين، وأراد، حسب الباحث جيلالي ساري، أن يتولّى الإمامة فيه، رغم أنه كان محسوبا على الحزب الشيوعي.