لقد وصف القرآن الكريم الرباط الذي بين الزوج وزوجته بالميثاق الغليظ، فقال سبحانه: {وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا} النساء:21، وكذا كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدّ هذه العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. فهو لا يعدّ زوجته مجرّد أداة لتحقيق المتعة، ولكنّها شريكة روحية ونفسية وقلبية، بل إن آيات القرآن الكريم تنصّ على أنّ تلك العلاقة هي علاقة مودّة ومحبّة وسكن واستقرار، فيقول سبحانه: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة} الروم:21، فالزواج في رسالة الإسلام يقوم على محاور أساسية هي: المحبة والمودة والتراحم بين الزوجين والسَّكَن القلبي والنفسي والجسدي. ومن هذا المفهوم للعلاقة الزوجية خرجت وصايا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزوجة في شؤون العلاقة الزوجية، فتراه يُحسن الحديث لزوجته، ويمتدح جمالها وخلقها، فيدعو عائشة ب''الحُميراء'' يعني: محمرّة الوجه، الجميلة المنيرة. ثم هو يُوصي الأزواج بالتزيّن لزوجاتهم تزيّنًا مباحًا، ويقرأ عليهم قول الله تعالى {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}البقرة:228، أي لهن حقوق مثل التي عليهن.