تتميز فعاليات الطبعة الحادية عشر للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي الذي تحتضنه المدينة الساحلية أزفون ليومها الثالث باشتداد التنافس بين المخرجين، حيث تم عرض فيلمين وثائقيين يتنافسان على نيل جائزة الزيتونة الذهبية و4 أفلام على جائزة ''بانوراما الأمازيغية''، وسجل اليوم الثالث إقبالا متزايدا للجمهور الوافدين من مختلف مناطق ولاية تيزي وزو والولايات المجاورة· عرض، أول أمس، بقاعة الحفلات لمدينة أزفون فيلم وثائقي بعنوان ''الحياة الثالثة لكاتب ياسين'' مدته 26 دقيقة للمخرج إبراهيم حاج سليمان، ويعد هذا الشريط الوثائقي بمثابة شهادة للعديد من الأشخاص الذين عملوا إلى جانب الكاتب والمسرحي كاتب ياسين فور عودته إلى الجزائر من المنفى، ولدى عودته مجددا للإقامة بسيدي بلعباس في أكتوبر 1948, حيث تولى إدارة مسرح المدينة· وقد نجح المخرج في تلخيص المشوار الفني لمؤلف ''نجمة'' بعد عودته إلى أرض الوطن وإلى غاية وفاته، وأشار إلى أن المرحلتين السابقتين من حياته تتعلق بالفترة الممتدة بين ولادته إلى غاية اغترابه بفرنسا ولدى تنقله إلى الفيتنام وكذا فترة عودته مجددا إلى فرنسا والإقامة فيها· وقد أقحم المخرج في الفيلم الممثلين محفوظ لكروم وإسماعين حبار اللذين رافقا كاتب ياسين في عدة محطات فنية، وتحدث هذان الفنانان عن لقائهما بكاتب ياسين ب ''مسرح البحر'' بباب الواد والتحاقهما به بعد ذلك بسيدي بلعباس· كما تطرقا إلى فترة ''الحماس الثوري'' التي سمحت لمؤلف ''نجمة'' بالكتابة وتأليف أجمل مؤلفاته المسرحية· هذا، وقد صرح المخرج أن ''هذا الفيلم الوثائقي لا يهدف إلى التحدث عن الرجل أو عن عمله لأن ما عمله كاتب ياسين لا يترجم في فيلم وثائقي، وإنما يعد صرخة من القلب لإصلاح ظلم فني يتمثل في عدم وجود أي أثر فيلمي لمسرحية ''محمد خذ حقيبتك''، كاشفا أن إقحامه للفنانين محفوظ لكروم وإسماعين حبار مجرد رد اعتبار ورد الجميل لهما، وكذا للتنديد بتجاهلهما من طرف الجهات المعنية، ومؤكدا أنهما يعيشان في ظروف مادية مزرية، مطالبا بضرورة التكفل بهما نظرا لما قدماه للثقافة الجزائرية· الفيلم الثاني الذي تم عرضه، أول أمس، هو الفيلم الوثائقي ''شهادة سجين فرنسي لدى جيش التحرير الوطني''، مدته 25 دقيقة، للمخرج سليم عقار، ويعد هذا الفيلم الأول من نوعه في السينما الجزائرية والأوروبية، إذ لم يسبق أن تم إنجاز فيلم لشهادات السجناء الفرنسيين لدى جيش التحرير، بالرغم من أن معظم الأفلام التاريخية التي تناولت حرب التحرير تم إظهار سجناء لدى جيش التحرير، لكن لم تتح لهم الفرصة لتقديم شهاداتهم. ويعد المخرج سليم عقار، الوحيد الذي منح الفرصة لسجين فرنسي لنقل شهاداته حول الأيام التي قضاها في مخابئ المجاهدين بجبال منطقة القبائل، السجين يدعى ''روني روبي''، قضى 114 يوما سنة 1958 مع كتيبة العقيد عميروش بغابات أكفادو على الحدود مع ولايتي بجاية وتيزي وزو، وقد روى السجين الفرنسي يومياته التي قضاها وهو رفقة المجاهدين، وكشف أنه عمل ولمدة 114 يوما بأفضل معاملة، مثمنا الدور النضالي والأخلاقي الذي امتاز به المجاهدين، وصرح أن أي مجاهد لم يعامله بالسوء· وقد عمد المخرج إلى إقحام في فيلمه بعض المقاطع والصور التي أخذها من فيلم ''دورية نحو الشرق'' للمخرج عمار العسكري، ومقاطع أخرى من فيلم ''الأفيون والعصا'' للمخرج أحمد رشدي· هذا، وقد تم، أمس، عرض ثلاثة أفلام خارج المنافسة، الفيلم الأول يحمل عنوان ''مختار'' للمخرجة حليمة ورديري قادمة من كندا، مدته 16 دقيقة، يروي قصة طفل مغربي يرعى الماعز، ليجد في يوم من الأيام بومة صغيرة، وهذا العصفور هو فأل شؤم في منطقته، وفي المساء حكى القصة لوالده القليل الكلام والذي يؤمن بالخرافات، لكن الطفل اصطدم بجهل والده· والفيلم الثاني يحمل عنوان ''حصاني'' مدته 14 دقيقة للمخرج ''عبد اللطيف فوضيل'' من المغرب، يروي قصة فارس وعاشق الحصان، الذي دفع بطفل عمره 8 سنوات للضياع في هذيان غريب. والفيلم الثالث بعنوان ''بركات الوالدين'' مدته 16 دقيقة، للمخرج عبد الله أوزاد، من المغرب، تطرق إلى فائدة دعاء الوالدين، والمعاملة الحسنة التي يجب معاملة بها الوالدين·