أكد مدير الفرع الدولي ونائب رئيس مجموعة مايكروسوفت الأمريكية السيد جون فيليب كورتوا أن الجزائر مازالت تعاني من مشكل قرصنة البرامج، حيث أشار إلى أن 84 بالمائة من البرامج المستعملة لدى المؤسسات الجزائرية مقرصنة. وأشار مدير الفرع الدولي ونائب رئيس مجموعة مايكروسوفت، جون فيليب كورتوا، إلى أن انتشار القرصنة في الجزائر لا يخدم مخططات بلد يحاول المرور نحو الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، مؤكدا أن 16 بالمائة فقط من البرامج المستعملة لدى المؤسسات الجزائرية، هي برامج أصلية، في حين أن 84 بالمائة منها مصدرها القرصنة والتقليد. وإن رفض الكشف عن حجم الخسارة التي تتكبدها مايكروسوفت بسبب القرصنة، إلا أن السيد كورتوا أكد أنها مهمة، خاصة وأن الأرقام التي قدمها تخص المؤسسات فقط، في حين أن البرامج المستعملة لدى الخواص لا يمكن إحصاؤها، ولكن أغلبيتها -حسبه- مصدرها هي كذلك القرصنة والتقليد. من جهة أخرى أكد ذات المسؤول على هامش اللقاء الذي نظمته أمس وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في فندق الشيراطون بمناسبة زيارة مسؤول المؤسسة الأمريكية، أن مايكروسوفت تريد التعاون مع الجزائر لكن شريطة أن يكون ذلك على 3 مبادرات، مؤكدا أن تقليص المبادرات من شأنه تحسين النتائج، كما أشار مسؤول مايكروسوفت إلى أن هذه المبادرات لا بد أن يحس بها المواطنون، وأن تجلب قيمة مضافة، وتسمح بخلق مناصب شغل جديدة. ومن بين القطاعات التي تهم كثيرا المؤسسة الأمريكية -حسب السيد كورتوا- قطاع التربية، حيث أشار إلى أن المؤسسة تريد المساهمة في تطوير القطاع، مقدما مثالا بما قام به في البرتغال أين تم إطلاق حملة لتزويد كل تلميذ بين 8 و11 سنة بجهاز كمبيوتر محمول مع برامج خاصة تعدها وزارة التربية البرتغالية بمساعدة مايكروسوفت. وأوضح السيد كورتوا أنه حان الوقت للجزائر أن تدخل بقوة في عملية تطوير التكنولوجيات الحديثة، حيث أكد أن الأمر أصبح عاجلا، ولا بد من المرور إلى مرحلة أخرى من العمل للوصول إلى الأهداف المنشودة، وهذا من خلال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع ''ونحن هنا لدعم بعض المؤسسات الناشئة في عملها''. من جهته أشار الأمين العام لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال خلال قراءته للرسالة التي وجهها وزير القطاع السيد موسى بن حمادي بالمناسبة، إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه مايكروسوفت في مختلف البرامج التي وضعتها الدولة الجزائرية لتطوير قطاع التكنولوجيات الحديثة، خاصة ما علق بتطوير الحظائر الإلكترونية، حيث كشف عن برنامج لتدشين حظائر جديدة في ورفلة وسطيف وعنابة، إلا أنه شدد على ضرورة تغيير نظرة المؤسسات الكبرى كمايكروسوفت نحو الجزائر. كما كان لقاء الأمس فرصة لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال لتقديم الخطوط العريضة للبرنامج الذي سطرته الدولة في إطار برنامج الجزائر الإلكترونية، والإمكانيات المطروحة، والتي يمكن استغلالها، بالإضافة إلى النقائص التي تعاني منها الجزائر، والتي يمكن لمايكروسوفت أن تساهم في تداركها.