كشف رئيس الفرع الدولي ميكروسوفت السيد جان فيليب كورتوا، أمس، نية مؤسسته مسايرة الحكومة الجزائرية في مشروع الجزائر الإلكترونية، من خلال توفير خدماتها ونقل الخبرات والمعارف للإسراع في تنفيذ عدة مقترحات من شأنها المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن السوق السوداء والقرصنة كلفت فرع ميكروسوفت الجزائر الكثير من الخسائر خاصة بعد تسجيل قرصنة 84 بالمئة من منتجات الشركة أغلبها من طرف المؤسسات والإدارات. كما شدّد ممثل ميكروسوفت خلال اليوم الإعلامي، الذي نظمته وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على ضرورة توجيه الجهود لقطاع التربية وإنشاء المؤسسات الشبابية، مشيرا إلى أن زيارته للجزائر تعد فرصة للاطلاع على ظروف السوق الوطنية في مجال الحلول التكنولوجية وصناعة البرمجيات، مع اقتراح مسايرة مختلف البرامج القطاعية في إطار الجزائر الإلكترونية. من جهة أخرى، أبدى المتحدث نية المؤسسة للانطلاق الفعلي في العمل من خلال عرض النشاطات والخدمات في ميادين أنظمة الشغل والبرمجيات، مع فسح المجال للتشاور ما بين الطرف الجزائري والشركة الأم لإدخال مختلف الحلول المقترحة على المؤسسات في إطار عصرنة الأنظمة المعلوماتية، ومجالات الربط بين الشبكات بما يخدم طلبات تفعيل مجتمع المعلوماتية، واستعرض بالمناسبة تجربة ميكروسوفت في كل من البرتغال وإيرلندا في مجال قطاع التربية، حيث تم تخصيص أنظمة معلوماتية متخصصة لصالح أقسام الطور الابتدائي والأساتذة، الأمر الذي سمح بتوسيع دائرة اهتمام المجتمع بالتكنولوجيات الحديثة. وحسب آخر دراسة لأكبر مكتب دراسات في العالم ''دي أي سي'' فإن 80 بالمئة من مناصب الشغل المقترحة مستقبلا ستتطلب التحكم في التكنولوجيات الحديثة، لتكون رخصة السياقة الإلكترونية من أهم شروط الحصول على منصب عمل، وعليه أكد المسؤول أن الجزائر أمام رهانات كبيرة وجب التعجيل بتنفيذ العديد من المشاريع لمسايرة التطور التكنولوجي. وعن فحوى اللقاء الذي جمع السيد جان فيليب كورتوا بوزير القطاع السيد موسى بن حمادي، أول أمس، أشار المتحدث إلى أن النقاش كان منصبا حول مقترحات ميكروسوفت لتطوير قطاع التربية وإدماج التكنولوجيات الحديثة ضمن المنظومة التربوية، خاصة مع تحضير الوزارة لإطلاق مشروع ''أسرتك ,''2 بالإضافة إلى التركيز على ضرورة حماية الملكية الفكرية خاصة بالنسبة للشباب المبدع، مشيرا في ذات السياق إلى أن شركته تخسر الكثير بالسوق الجزائرية المتواجد بها منذ أكثر من 10 سنوات، حيث سجل قرصنة 84 بالمئة من منتجاتها، غير أن الأمر لن يثني من عزيمة مسيري الشركة لتوسيع استثماراتهم بالجزائر مستقبلا. ويبقى انشغال المؤسسة حسب ممثلها منحصرا في توفير تجهيزات العمل بشكل يقضي نهائيا على القرصنة من خلال إدماج الأنظمة المعلوماتية في أجهزة الحاسوب المسوقة، بالمقابل تتعهد الشركة بتقديم شهادات اعتراف للشباب المتدرب لدى فر ميكروسوفت الجزائر، مشيرا إلى مختلف المبادرات التي تقوم بها الشركة لتنفيذ إبداعات الشباب في هذا المجال، حيث تم مؤخرا اختيار مجموعة من الشباب في إطار مسابقة ''ستار آب'' للمشاركة في أكبر تظاهرة رقمية في نيوريك يحضرها هذه السنة 300 ألف طالب من 200 دولة. وتعمل المؤسسة على التقرب من أحسن المشاريع في مجال صناعة البرمجيات والأنظمة لمرافقة الشباب لإنشاء مؤسساتهم الخاصة، حيث ترعى ميكروسوفت بالجزائر 18 مؤسسة شبانية في هذا المجال. وتحت عنوان ''إنجاح رهان مجتمع المعلوماتية'' قدمت السيد حورية عاطيف مستشارة وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عرضا مفصلا عن كل المشاريع القطاعية، مركزة على عدد من النقائص في قطاعات الخدمات، البنوك والسوق الموازية، وهو ما سيتم استدراكه مستقبلا.