أفادت مصادر متطابقة أن بعض شبكات تهريب الوقود الجزائري إلى تونس ونظيرتها التونسية المكلّفة بإعادة بيع الوقود وتوزيعه داخل التراب التونسي، دخلت منذ بداية الأسبوع في حرب مواقع فيما بينها على مستوى الشريط الحدودي الشرقي. حسب ذات المصادر فإن نحو خمس مركبات جزائرية وثلاث مركبات تونسية تابعة لشبكات تهريب الوقود، دخل أصحابها قبل يومين في حرب حقيقية داخل التراب التونسي جهة المعبر الحدود التونسي حزوة، مقابل المعبر الحدودي الطالب العربي بولاية الوادي، حيث هاجم كل طرف الآخر مما أدى إلى تحطيم مركبات الطرفين، وأصيب خلال المشادات 5 أشخاص تونسيين و3 جزائريين بجروح متفاوتة الخطورة. وفي غياب أي معلومات رسمية فإن ذات المصادر تشير إلى أن سبب التناحر مردّه إلى الطوق الأمني المضروب من طرف قوات الأمن الجزائرية على الحدود الشرقية لمنع التهريب، مما جعل المهربين يتنازعون فيما بينهم حول القطاعات الإقليمية والمراكز الحيوية لمسارات ومسالك التهريب الخاصة بكل طرف، إضافة إلى تنازعهم حول الأسعار التي ارتفعت نتيجة تضاؤل كميات الوقود المهرّبة. وذكرت ذات المصادر أن 3 مهربين جزائريين كانوا على متن سيارة من نوع طويوطا هيليكس محمّلة ب 4 آلاف لتر من البنزين في براميل اتخذوا مسلكا لتهريب الوقود إلى تونس، انطلاقا من بلدية بني قشة الحدودية، وقد تفاجأوا أول أمس بمطاردة قوات الأمن التي رمتهم بالرصاص الحي، حينما رفضوا الاستجابة لأمر التوقف بعد تخليهم عن مركبتهم، فأردت أحدهم قتيلا بعين المكان، وأصابت الاثنين الآخرين بجروح بليغة أدخلوا إثرها قاعة الإنعاش بمستشفى بن عمر الجيلالي بمدينة الوادي. وفي مساء ذات اليوم طاردت عناصر الأمن في التجمّعات العمرانية الشرقية لمدينة الوادي شاحنة صهريجية، وسيارة من نوع طويوطا هيليكس محمّلة بالوقود الموجّه إلى التهريب نحو تونس، في محاولة من هذه الشبكات لتخفيف الضغط عن عناصرها على مستوى الحدود الشرقية، ولكن أصحابها تمكّنوا من الفرار تاركين مركباتهم وراءهم.