تمكن عبد العزيز بلخادم، لأول مرة، من عقد لقاء مع مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، منذ أن ثار عليه التقويميون، دون مشاكل ولا مناوشات ولا تدخل للشرطة لتفريق مناضلي الحزب العتيد. خطب بلخادم في هدوء، أمس، أمام قرابة 750 مناضل، في المركب المعدني لحمام بوحجر بولاية عين تموشنت، خلال الندوة الجهوية التكوينية للشباب والطلبة حول فنون الخطابة، مما يؤهل المناضلين للوصول إلى مواقع المسؤولية. وقال بلخادم لمستمعيه: ''خصصنا موضوع لقائنا هذا لفن الخطابة وتبليغ الرسالة، وهذا مهم لكل من يعتلي المنصة للمخاطبة في الحقل السياسي، كون هذا الأخير مرتبطا بالإعلام والتبليغ''. وشرح الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية المواصفات والمقاييس التي يجب أن تتوفر في الخطيب مهما كان الزمن والمكان، مشددا في هذا الشأن: ''لابد من التسلسل في الأفكار لإقناع الحضور، ولهذا اخترنا موضوع دور الاتصال والإعلام لاستقطاب الشباب''. فالاتصال الذي نعنيه، مثلما أوضح بلخادم، ''يختلف عن الاتصال لسنوات الستينيات والسبعينيات عبر وسائل الإعلام الرسمية من جرائد وإذاعة وتلفزيون، بل اتصال نستعمل فيه الوسائل التكنولوجية الحديثة والرقمنة، ويجب أن يتماشى الخطاب السياسي مع التحول التكنولوجي الذي يستعمل مواقع مثل الفايسبوك والتويتر لتبليغ رسالة الأفالان''. ويرى بلخادم أن هذه الرسالة ''تتطلب منكم توظيف الأدوات الجديدة للاتصال، إضافة إلى الوسائل التقليدية''. وقال أيضا إن الأفالان ''تنبأ لخطاب الرئيس الذي قرر فيه الخوض في الإصلاحات، إذ أن الحزب، كما أشار ''فتح ورشات منذ سنوات تخص هذه المواضيع وأعد مشاريع زكتها اللجنة المركزية وسلمت نسخة منها إلى هيئة المشاورات''. ودعا بلخادم مناضلي الحزب إلى ''شرحها وإقناع المناضلين بها، لأنها تجعلنا أجدر بالممارسة الديمقراطية بعيدا عن الإقصاء والتهميش، ولا يمكن الاستغناء عن هذه الطاقة الشبانية وهي التي تضمن تواصل الأجيال، وهذا التواصل هو الذي يميز الأفالان عن باقي التشكيلات السياسية، ولم نغلق باب المشاركة والممارسة السياسية في وجه أحد بالرغم من أنهم يتهموننا بذلك''. كما تطرق المتحدث إلى معاناة الشعوب العربية تحت ذرائع الدفاع عن الحريات الشخصية واللائكية، وقال: ''لسنا ضد أن يختار الشعب من يتولى أموره، ولا نريد أن نتحول إلى صومال. لكن الغريب في الأمر أن آخرين يتدخلون في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى تحت غطاء حقوق الإنسان وحماية المدنيين''. وكان بعض الشباب اتصلوا ب''الخبر'' وأكدوا على ضرورة تجسيد الشعارات الخاصة بالشباب ميدانيا، مطالبين بإدماج الشباب في مكاتب المحافظات وفي القوائم الانتخابية، مع فتح وسائل الاتصال السمعي البصري، مؤكدين على ضرورة تحديد كوطة للشباب. الأمين العام للأفالان ذكر، في هذا الإطار، إننا ''نعمل الآن على المزاوجة بين كفاءة الشباب وطاقاته وأصحاب التجربة''، مع الإشارة أن اللقاء حضره ممثلو 13 محافظة.