انشغلت الصحف الغربية، خصوصا الصادرة أمس، في باريس ولندن، بتأثير مقتل اللواء عبد الفتاح يونس في مدى صحة الموقف من دعم المجلس الانتقالي في بنغازي، الذي ظهر أنه لا يسيطر على الأوضاع الأمنية، بدليل حادثة الاغتيال التي طالت القائد العسكري للمعارضة التي بنى حلف الناتو كل آماله عليها لإسقاط نظام القذافي. في وقت تستمر التحقيقات ويستمر الغموض حول الجهات التي قتلت اللواء عبد الفتاح يونس، أثارت صحيفة ''الأندبندت'' مخاوف البريطانيين وشكوكهم في مدى صحة اعتراف رئيس الوزراء، دافيد كامرون، بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي. وأشارت الصحيفة إلى مخاوف اندلاع حرب أهلية في بنغازي على خلفية الوفاة الغامضة لعبد الفتاح.. التخوف نفسه عبّرت عنه الصحف الفرنسية كصحيفة ''لوفيغارو'' التي كتبت مقالا تحدثت فيه عن غياب الانضباط في أوساط المعارضة المسلحة ببنغازي، وتساءلت الصحيفة عن مدى صحة قرار باريس بإرسال أسلحة للمعارضة في الجبل الغربي في ضوء هذه التطورات الخطيرة باغتيال قائد المعارضة المسلحة. أما في واشنطن فقد أبدى المسؤولون مخاوف من عدم قدرة المجلس الانتقالي على ضبط الأمور، حيث قال مارك تونر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة تبحث في مقتل اللواء يونس. مضيفا بأن ''اغتياله يمثل ضربة لقوات يدعمها الغرب تقاتل للإطاحة بالقذافي، كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه المجلس الوطني الانتقالي في سعيه لقيادة تحوّل ديمقراطي في ليبيا''. وقال شاشانك جوشي، وهو محلل في المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن، إن هذا التفسير سيسلط الضوء على انقسامات في صفوف المعارضة من المعروف أنها قائمة بالفعل، وسيضع علامة استفهام على إمكانية الثقة في المعارضة كشركاء من قبل الدول الغربية. وأضاف ''كل هذه الأشياء قد تهين الحكومات التي أيدت المعارضة. لاسيما بريطانيا التي نزلت إلى الحلبة مؤخرا''. يحدث هذا في وقت لا يوجد اعتراض على تصريحات أحد مسؤولي المعارضة في بنغازي، وهو علي الترهوني الذي يسيّر ملف النفط، حيث أعلن يوم الجمعة أن مقاتلين تابعين للمجلس الانتقالي هم من قتلوا يونس. وقال من جهته عمر الحريري، وزير الدفاع في المعارضة الليبية، لوكالة رويترز إن ''مقتل يونس لا يزال موضع تحقيقات وإنه سيكون خسارة كبيرة''. ميدانيا، قال موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، إن قوات القذافي قتلت 190 معارض على الأقل في قتال بغرب البلاد منذ الأربعاء الماضي، متهما القاعدة باغتيال اللواء عبد الفتاح يونس. وبالموازاة، قصفت طائرات حلف الناتو، أمس، بواسطة قنابل عالية الدقة ثلاثة مراكز إرسال تابعة للتلفزيون الليبي بهدف ''إسكات صوت العقيد القذافي''. وقتل في القصف ثلاثة أشخاص على الأقل. وبرّر المتحدث باسم الناتو، رولان لافوا، القصف بأن ''القذافي يستخدم التلفزيون لبث الكراهية بين الليبيين''.