تتميز مائدة الإفطار بولاية إليزي قديما بطبق ''الحسا'' المصنوع من البشنة، ويسمى باللهجة التارفية ''أليوى''، الذي يحضر بالتوابل التقليدية ولحم الأروى المجفف. ويضاف إلى مائدة الفطور أيضا التمر المعجون ويدعى ''التاركيت''، وهو مختلط بحليب الماعز أو الناقة، وإبريق الشاي الذي لا يخلو أي بيت منه. أما أهم ما كان يقاوم به السكان العطش والجوع طيلة النهار بالمنطقة، فهو مشروب ''الكؤوه''، المصنوع من التمر المدقوق الذي تضاف إليه ''الكليلة'' والأرز المطحون، ويعدّ آخر ما يتناوله أهل إليزي في السحور، وهو ما أكدته لنا الحاجة زينبوا يحيى، إحدى سيدات المدينة. أوضحت الحاجة زينبوا، 64 عاما، أن ساكن الطاسيلي قديما لم يكن يعرف التبذير والتباهي من أجل إعداد مائدة الإفطار، مضيفة: ''الصيام في هذا الوقت لا يمكن مقارنته بالصوم زمان، خاصة في الصيف. فإلى جانب الأعمال الشاقة التي كنا نقوم بها، كإحضار الحطب لطهي الطعام والماء على ظهور الحمير من أماكن بعيدة، وطحن القمح من أجل العجن، وتربية الأولاد وغيرها من الأعمال الشاقة التي كانت تميز الحياة في السابق، كان بعض الأشخاص ولشدة التعب يموتون وهم صيام، لاسيما الرجال، حيث كان يتزامن رمضان الذي يأتي في الصيف مع موعد الحصاد، ولكم أن تتخيلوا صعوبة الحصد في الحرارة مع الصيام''. وتقول محدثتنا إن سكان إليزي في رمضان كانوا يقيمون ببيوت مصنوعة من الحطب والحلفاء تعرف ب''الزريبة''، أو ''إكبر'' باللهجة التارفية، وهو البيت المفضل لمواجهة شدة الحر. وتضيف مستغربة: ما شهدناه في وقتنا لا يمكن مقارنته بهذا الوقت الذي أصبح كل شيء متوفر في المنزل، من ماء ومكيّفات وثلاجات وغاز وغيرها، مما سهل الحياة، وبالتالي سهل الصوم.